أقصُّ

البطلُ :قصّة:محمّد مراد أباظة – شاعر وقصّاص سوريّ مقيم بأبخازيا

الشّمس، في ذلك النّهار الملتهب، كانت تشوي كلَّ نسمة تهبُّ من أيّ جهة قبل أن تطيِّب خواطر من ازدحمت بهم من فسحات العاصمة وشوارعها واضطرّتهم أقدارهم إلى تأجيل سباتهم الصّيفيّ. وكان ثَمَّةَ حشدٌ جماهيريٌّ عرمرم في مجمَّع من مجمَّعات انطلاق ميكروباصات السّرفيس يتأفَّف، ويتململ، و”يتفلفل ويتحرقص” منتظراً وهو يتقلّب بضجر قاتل على جمر الظّهيرة، في حين خلا المكان مِمّا “يكرجُ” ... أكمل القراءة »

أصداءٌ : قصّة قصيرة لريتا الحكيم – اللاّذقيّة – سورية

رقعة الشّطرنج تلك، المركونة في زاوية المكتبة والتي تخصّ أبي، لم أجرؤ يوماً على لمسها حفاظاً على بصماته المطبوعة عليها. خططه في اللّعب كانت محكمة جداً؛ فهو لم يخسر أبداً، وأنا خاسر دوماً، وتلميذ ضعيف في تلقّي تعليماته. بعد رحيله وضعت مقتنياته في غرفتي وأخذت عهداً على نفسي ألاّ ألمسها مهما حدث، مع أنّ نفسي راودتني أكثر من مرّة أن ... أكمل القراءة »

خربشاتٌ :قصّة قصيرة: ريتا الحكيم – اللاّذقيّة- سورية

أزاحَ الكُرسيّ الوحيدَ في غرفتهِ الباردةِ، وبدأ يُخربشُ على جُدرانِها خطوطاً عشوائيّةً ومنحنياتٍ لا نهايةَ لها، إلى أنْ كلّت يُمناهُ وأصابَها الخدرُ؛ فما كان منهُ إلا أنْ يقفز على رِجلٍ واحدةٍ، بسرعةٍ تخطّتْ حدودَ المعقول، حتّى إنّهُ، هو نفسهُ دُهِشَ مِنْ نشاطهِ المُفاجئِ. كلّ يومٍ يُمارسُ هذه الطقوسَ التي تُنهكهُ في نهايةِ المطاف؛ فيرتمي على فراشٍ مُهترئٍ في زاويةِ الغرفةِ، ... أكمل القراءة »

حدثَ ذاتَ ليلةٍ.. قد يحدثُ كلَّ ليلةٍ : قصّة قصيرة: محمّد مراد أباظة – كاتب وشاعر سوريّ مقيم بأبخازيا

  الشّاي كان أسود، ودخان اللّفافة حركة رماديّة مرتبكة، تتلاشى ولا تتلاشى. وكان اللّيل تمثالاً أبنوسيّاً صامتاً، أُحاوره فلا يستجيب، أتحرَّش به فيوغل في صمته البارد. والأشياء كانت بحياديتها المضجرة فوَّهات بنادق مصوَّبة نحو قلبي مباشرة، يحاول الابتعاد عن مدى مرماها، فلا يستطيع، يناور، فيفشل. فكّرت في اللّجوء إلى من أحادثه، فأشكو إليه صداعي المزمن، وأخبره عن غرفتي الكهفيّة الرّطبة ... أكمل القراءة »

انكساراتٌ: قصة: ريتا الحكيم – اللاذقيّة – سورية

  كلّما نظرت في مرآة أجدني شظايا مبعثرة هنا وهناك، أغيّر وضعيّة الوقوف إلى الاتّكاء على  حوافّ شظاياي علّني ألملمها؛ فأسترجع ثباتي واقفا في حيّز لا تتجاوز  مساحته فتحة العين لحظة هلع مفاجئ. أتخيّلك يا سعيد معي الآن، محشورا في زاوية العين وأنا في الزّاوية الأخرى منها، كيف سنتصافح وأشدّ بقبضتي علّ كفيك؟ أو حتّى كيف سنتعارك بعد كلّ حوار ... أكمل القراءة »

خمس قصص قصيرة جدّا :محمّد بوحوش – توزر – تونس.

  خبرٌ عجيبٌ   – الحادثة مجرّد سقوط صخرة  في القرية، قال الرّاوي. – شاع الخبر بين الأهالي، وقالوا:إنّها كتلة ألماس، هبة السّماء إلينا. – عمدة القرية: أمر بكسر الصّخرة والاستحواذ على جزئها الأكبر. – المراسل الصّحفي:كتب ما يلي:كتلة ألماس ضخمة تسقط بقرية نائية . – رئيس فرقة الحرس الوطني:كتب تقريرا مفصّلا مفاده أنّ صخرة ضخمة يعتقد أنّها من الألماس ... أكمل القراءة »

قصّة قصيرة لريتا الحكيم – اللاّذقيّة – سورية: لا مكانَ لي بينَكُمْ

  أعترفُ وأنا بكاملِ الأهليّةِ أنّني قاتلٌ مُتسلسلٌ مِنَ الطّرازِ الرّفيع. أمضيتُ حياتي كلّها وأنا أغرفُ الدّماءَ بملعقةٍ مِنْ حديدٍ تبدأُ حكايَتي مذ كنتُ جنيناً، تسعةُ أشهرٍ أمضيتُها في رحمِ أمّ تتقلّبُ على أشواكِ المخاضِ العسيرِ، وحينَ رأيتُ النّورَ لأوّلِ مرّةٍ، كانتْ قد لفظتْ آخرَ أنفاسِ صبرِها على الألمِ؛ فأدارتْ ظهرَها لي وللحياةِ، واختطفتْ جناحينِ منْ نورٍ، وحلّقتْ في الفضاءِ. ... أكمل القراءة »

تحوّلات : خاطرة :أميمة إبراهيم – دمشق – سورية

  طفلةٌ في العاشرة أنا… تبعثرُ جدائلَها… تضحكُ ملءَ البهجةِ، تقفزُ في عوالمَ رحيبةٍ للسّعادةِ… تمدُّ اليدَ لتقطفَ قمراً أو تداعبَ نجماً. ها أنا معَك الآن تلك الطّفلةُ. لا همَّ، لا قلقَ يعكّرُ صفو أحلامِها، فخذْ بيدي كي نتسلّقَ معاً ذاك الجدارَ الذّي يوصلُنا إلى القمرِ، وسأزيّنُ شعرَكَ بالنّجماتِ المضيئاتِ… أمسكْني جيّداً، ولا تتركْ يدي… أخافُ أن أسقطَ. أشعرُ بدوارٍ ... أكمل القراءة »

يَوْمِيّاتُ ثَرْثَارٍ: الصبحُ قادمٌ: خاطرة :لطّوف العبد الله – كاتب خواطر سوريّ مقيم بتونس

  اقتربَ مِن خَاصرةِ العَدلِ ليلاً، فاستلَ مِشْمَلَهُ من ثنايا ظَلامِهِ ليغرسَهُ في أنسجتِهِ غدرًا وخِسّةً، ثمّ ولّى الأدبارَ في ممّراتِ اللّيلِ هاربًا. إلى أنْ عرّى الصّبحُ خسَّتَهُ. أكمل القراءة »

ولادةٌ أخرى أو روايةٌ سيمونَ :الفصل الثّاني من رواية بعنوان: تحتَ سماءٍ تحترقُ لمحمّد بوحوش – توزر – تونس

  كانت سيمون بالنّسبة إليّ لغزا وعالما خاصّا. منها تعلّمت معنى أن يكون الإنسان، وبها أشرقت لي بهجة الحياة. كنت أتألّم متذكّرا لحظات الوداع، ولم يكن ثمّة من وداع بيني وبين سيمون. تركتها حافية القلب تنزف بين حضور وغياب. لم تكن هي تصدّق رحيلي عنها، كما لم أكن أنا أصدّق بأنّني تركت خلفي سيمون. فهي من علّمتني الحياة ومعنى إنسانيّة ... أكمل القراءة »