الڨرمادي في نسخته العربية و كتب أخرى: يقلم: الصادق قايدي- فوشانة – تونس

زهرة حواشي مبدعة تونسية قادمة من ربوع ولاية الكاف، بلدة الدهماني تحديدا تكتب بالفصحى التونسي الفصيحة و الفرنسية و لها محاولات في الترجمة آخرها اللحمة  الحية اللغوي
المرحوم صالح القرمادي.
إلتقتها صحيفة”مشارف” بمدينة الثقافة داخل فضاء المطالعة و رصدنا أهم مراحل تجربتها مع الحرف العربي  أو الفرنسي.
عن البدايات قالت لنا الشاعرة أن البيئة الحاضنة هي العائلة،مرحلة قدحت حرقة الكتابة في قلمها فأبوها كان يردد الأشعار على مسامع العائلة.بين القصرين و الكاف ظهرت ملامح البدايات الفنية،تأثرت كثيرا بالشعر الشعبي و الزجالين و تذكر الشيخ بورقعة و بقار حدة إضافة إلى ولهها بالشعر الجاهلي

سالناها”أين تجدين نفسك عندما تكتبين بثلاث وسائل لغوية مختلفة” أجابت أن العربية الفصحى أخذت بمجامع قلبها نسجها التراث و الذاكرة الشعبية التي ألفت منها قاموسها اللغوي صاغته من  ملاحم روايات البدو في ترحالهم بين الشمال و الجنوب وهم”الهطاية” و قد لاحضنا ذلك عند قراءتنا لبعض دواوينها احتفالية بحكايات الفرسان و العشق و مغامرات الرحلة و جاءت الإيقاعات تمثلا صادقا لحياة متنوعة النشاط.

التراث بين الأصالة والحداثة:
لما سألنا الكاتبة  عن هذا الموضوع و مدى تموقعه في فوضى المفاهيم في عصر “الكوكبة” إجابتنا أن التراث يجب أن يكون ذاكرة حية أو لا يكونمكنوزنا هذا يحمل قيما إنسانية فيها المحلي و العالمي لا ينفصلان فالذاكرة الحية بيننا تثري الحاضر بعناصر متحولة في علاقة مع الراهن اليومي و هذا ينأى بنا عن الإنصهار في الآخر الذي نبقى معه في علاقة حوارية و ندية. كما بينت شاعرتنا أن القصيد الحداثي ينبع من الواقع يتغذى من عروق التراث و هنا تتسع الرؤيا للواقع والمستقبل.التغيير يكون في شكل القصيدة دون القطع مع الإيقاع الكلاسيكي، عمود الشعر.نجد مثلا الغنائية في الشعر الحديث، و قصيدة الومضة و يمكن أن نلخص حديثها في وجود الابن في الأب والأب في الجد و هي وشائج التواصل بين الثابت والمتحول.
٠”أينما أكتب أحمل وزر هذا الوطن
كان هذا جوابها عند سؤالنا عن مواضيع كتاباتها…المبدع كما هو متعارف عليه هو روح الوطن هنا يحضرنا الشابي و لوس الوحيد طبعا، قويتي روح الشعب الألماني، شكسبير و هلم جرا.
وعودة إلى الشاعرة زهرة حواشي أجاتبنا بقولها أنها غمست ريشتها في مجال الشأن الإجتماعي كلصيق لإيقاعات الحياة اليومية و فعلا لاحضنا هذا الحس في ديوان “رأسي في قفص الإتهام وقصيدة”الحراڨة”أما الـأغراض الاخرى نذكر الحرية، الهجرة السرية، الطبيعة. تتوسل بالأسطورة و الرمز في مجمل كتاباتها.
٠ضيفتنا لها رصيد هام من التأليف في أغراض مختلفة آخرها الترجمة العربيةاللحمة الحيةللمرحوم صالح الڨرمادي اللغوي المتعدد المواهب. من مؤلفاتها أيضا حرف و دمعة، حديث الروح، دبشليمات التي تحيلنا إلى تجربة إبن المقفع و كذلك مع أو بلا” في ميدان الترجمة.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*