فنّ الفسيفساء عند الطيّب زيود: بين الأسلوب التّقليدي والتّجريديّ: الصّادق قايدي.

لوجة العاصفة

لوجة الحرقة

الصراخ

الكتب المنسية

البدايات و سنوات التكوين

الطيب زيود فنان تشكيلي أصيل” مليته بجزيرة جربه” ،فتح عينيه على البحر مع والده الذي  كان يروم عشق الصراع مع الأمواج منذ نعومة أظفاره.
التقته صحيفة “مشارف”  على هامش الندوة التي أقيمت بدار الثقافة أحمد خير الدين بباب العسل تونس و المعنونة “جسر التواشج بين الفنون” .
و في هذا الصدد حدثنا بإ سهاب مشكورا عن أهم محطات حياته منذ أن ولج الفن التشكيلي و أكد أن بداياته كانت حرفيا في صناعة المصوغ و ترصيع المعادن الثمينة ذلك انه تلقى تكوينا في الاختصاص المذكور في المرحلة الثانوية وظفها فيما بعد كمكون بمركز التكوين ذات الصلة بالجم الذي يعود بالنظر إلى الوكالة التونسية للتكوين المهني و ذلك من سنة 1986 إلى سنة 2000 حيث حذق التعامل مع مع المعادن في صناعة المصوغ.

التجربة البلجيكية
و في خصم حديثنا عن مسيرة ضيفنا أفاد صحيفتنا بأنه التقى فنانين بلجيكيين أثناء سنوات التدريس بمركز التكوين بالجم
حيث أثمر التقارب المهني- لفني دفعا جديدا على المستوى الشخصي  والاجتماعي لإذكاء “القوة الخفية داخله”
” و مثلما يقال “بداية الغيث قطر” فقد أسلمته التجربة خارج البلاد إلى بعث ورشة بمسقط رأسه “مليته” سنة   2000 هذا المشروع المهم في صناعة الفسيفساء يضم حرفيات و حرفيين شبان تحت إشرافه تأطيرا وهذه الورشة  لا تزال تنشط إلى اليوم و تشع على الجزيرة.

وعودة الى عوامل نجاح التجربة بمدينة بمدينة الجم قال لنا قال لنا  أنه تبادل التجارب مع اساتذة بلجيكيين بالتوازي مع التدريس.
عناصر جديدة قدحت في نفسه جذوة الإبداع لإرسال رسالة الفن إلى المتلقي تأثيرا وتأثرا و ضمن هذه التفاعلية أو الحوارية تتحول اللوحة إلى معطى تفكير للمتلقي حتى يقراها بالعقل والقلب.إن الفكرة قوامها الرموز التي تسكن اللوحات التي عايناها بالمعرض عن كتب… الرموز في شكل علامات أو دليل يدل على حرف أو شكل أو خطوط أو ألوان و من بين اللوحات التي ألفنا فيها هذا الأسلوب التعبير نذكر “الجرقة”  “الصرخة” ” العاصفة” “الكتب المنسية” “المخاض” الخ…
جل أعمال الفنان الطيب زيود تمتطي صهوة الخيال و الإطناب في حركية الألوان والإيقاع الموسيقي و كما يقال الفنان المبدع يسمع بعينيه أي باللون كذلك أن اللوحة  يمكن أن تكون قصيدا من نسج الألوان المتدرجة أو المتضادة.
الفن و الواقع

“عندما سألناه هل الفن مرآة تعكس الواقع ”
أجابنا بأن التشكيلي لا يعيش في كوكب آخر منعزل عن هموم الناس و مشاغلهم اليومية .أضاف مبينا فكرته أن معظم  لوحاته المعروضة تنطلق من تيمة أو موضوع قد يكون عفويا في أكثر الحالات  التقطه بعين القلب ثم يجنح بعد ذلك على حصان الخيال ليترجم فيما بعد كما قلت لكم مشاهد مرمزة.هذه القطع الفسيفسائية المتماوجة  بالألوان ما بين زاهية أو متوهجة  أو معتمة  تحدث تأثيرا ما في المتفرج و قارئ اللوحة …عندها تصبح مسرحا للتأويل.
اللوحة لا تكتمل لان المتلقي هو الذي يضيف إليها عدة  قراءات و بذلك  تنشأ بيننا حوارية عندما يلامس عرضها حالة القارئ النفسية أمام العمل  الذي لا تفصله عن الواقع لكن يدعوه إلى التأمل و الوعي.
الفن التشكيلي و الرقمنة
أما عن سؤالنا عن أسلوب التعامل مع التشكيل في عصر العولمة التي أحدثت خروقات في حياة البشرية جمعاء أجاب ضيف صحيفتنا أن العولمة بما فيها من هنات قد تصدع لها المجتمع إلا أننا لا بدا آن نقبض على اللحظة التي تطعم تجربتنا في وقت مناسب إثراء للتجربة الشخصية كإنسان يتقاسم شعوره مع أي فرد آخر في بقاع العالم .لا بدا أن نتجاوز المحلى و القومي على أن نحافظ على الخصائص المحلية و الإقليمية (اللغة والتراث) ننطلق من تراثنا لتطعمه بالوسائل التقنية الحديثة. نحن في حاجة إلى إضافة  بعض هذه العناصر الوافدة رغما عنا و نشتغل على اللوحة بأسلوب جديد يلعب فيه الحاسوب دورا هاما …نبحث في مواقع عن المعلومات المتعلقة باهتمامنا قبل العمل .”عندما اشتغل على اللوحة” ادخل تقنيات جد مفيدة على قطع فسيفسائية استقيها من تكنولوجيا الاتصال فتحرر اللوحة من النمطية التقليدية على مستوى الأعراض (أعطي مثلا الوجود الكثيف لآلهة يونانية أو رومانية أو أساطير معينة…) تسكن في لوحات الفسيفساء و انا تجاوزت هذا الغرض مستعينا بالحاسوب “.
الكتاب نافذتي على الفن والعالم
و في الأخير اكتشفنا أنا ضيفنا متيم بالمطالعة فالكتابة معين لا ينضب يستقي منه أفكاره و معالجة القضايا في العمق الإنساني.
عندما سألناه” ما الذي ولد فيك هذه الرغبة الجامحة لتتجه إلى الكتاب كفنان تشكيلي” . فأجاب لتوه. إنها طرفة  إن اردتم  “صادق في يوم من الأيام أن أقصد طبيبا  لعلاج وعكة صحية بسيطة فنصحني قائلا”علاجك هو مطالعة الكتاب”.
وأردف مضيفا “لا أنسى فضل الكاتب الأديب المنوبي زيود على فهو الذي دعمني لمزيد الإقبال على المطالعة الشخصية التي فعلا  كانت لها تداعيات مفيدة في مسيرتي لذلك أجزل له الشكر على أعمدة صحيفة “مشارف” الالكترونية”.
محمود درويش أيقونة في لوحة تشكيلية
انا و محمود درويش في استعمال الحصى هكذا صرح ضيفنا قبل إن ننهي حوارنا حول تنافذ الفنون و تعالقها من شعر و موسيقى و مسرح و سينما الخ…
قصيدة الجدارية حلت في أعمال الطيب زيود .
قامة الشاعر محمود درويش له بعد إنساني عميق باعتبار انه يحمل قضية شعب فلسطين بل و ألام المضطهدين على وجه الأرض.
الحجارة و الحصى شكلت وجه الشبه بين القصيدة و العمل التشكيلي في الفن بشاعريته و أدوات المجاز و الترميز يشكل قوة أو تيارا يستطيع أن يصمد أمام الفناء و يقاوم لأنه رسالة قضية فالإبداع بصمة السماء على الأرض لا بد أن يترك أثرا مثل تلك الحجارة المنقوشة في الكهوف أو قطع الفسيفساء في فضاء اللوحة بألوانها المقاومة للزمن فيها بصمة تاريخ من سبقونا من القدامى إنها الذاكرة .لذلك نجد في قصيدة الأرض فعل التسمية عنده يحيلنا إلى التراب و إلى الحصى و إلى التين متحدثا عن الألم و الرفض و الصمود.

أُسمّي الترابَ امتداداً لروحي
أُسمّي يديّ رصيفَ الجروح
أُسمّي الحصى أجنحة
أسمّي العصافير لوزاً وتين
وأستلّ من تينة الصدر غصناً
وأقذفهُ كالحجرْ

محمود درويش

فالكلمات مادية تدل عليها أخرى روحية …الخيال و الرمز و الأسطورة ليسترؤية من الداخل أو العقل الواعي فنيا.

لها حدود تماما هذا العالم –اللغز  كان لزاما على المبدع كلمات و ألوانا أو إيقاعا  أن يحاول تفكيك هذه الشفرة بلغة تغلب عليها العجائية .

فالمطالعة حينئذ لها دور كبير في شحذ التجربة من جملة اللوحات المعروضة نجد مثلا الكتب المنسية.

يرى بالألوان و الاشكال مطعما عمله الفني بقطع فسيفسائية ترفل في بريق الالوان الضوء ، عمل يشي بحرفية بشهادة الزائرين للمعرض…الخيال لعب دورا زاده الترميز عمقا و حيوية وهذا يتطلب   .

وحسبنا التلميه إلى لوحة العاصفة، الكتب المنسية،حجب النور

يرى بالألوان و الاشكال مطعما عمله الفني بقطع فسيفسائية ترفل في بريق الالوان الضوء ، عمل يشي بحرفية بشهادة الزائرين للمعرض…الخيال لعب دورا زاده الترميز عمقا و حيوية وهذا    ي .
وحسبنا التلميه إلى لوحة العاصفة، الكتب المنسية،حجب النور

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*