أرشيف الكاتب: محمد صالح بن عمر

لم أعُدْ وحيدةً :شعر: ريتا الحكيم – اللاّذقيّة – سورية

  النّافذةُ لو تكلّمتْ عنكَ لملأتْ فراغاتِ الكونِ بأدَقّ تفاصيلكَ حينَ تغفو وتصحو حين تبكي وتسخرُ من استهجاني وأنا أسمعكَ تُردّدُ بيأسِ مُحاربٍ عتيقٍ: البلادُ لم تَعُدْ لنا ونحنُ لسنا لها أمدّ لكَ يدي أنشرُ ملامحكَ لتجفّ على أطرافِها النّافذةُ كائنٌ من لحمٍ ودمٍ شهدتْ لقاءاتِنا باركتْ عناقَنا وغضبتْ منّا حينَ اختلفنا على أولوياتِ السّلامِ أمرّرُ يدي على جبينِ الوقتِ ... أكمل القراءة »

الشّبيهُ:قصّة قصيرة: محمّد مراد أباظة – كاتب سوريّ مقيم ب أبخازيا

  وهو صغير، على وسادته ليلاً، قبل النّوم أو بين اليقظة والإغفاء، كان دائماً يرسم غابةً كثيفةً تتلوّى أنهارٌ وجداولُ بين إيقاعات خضرتها اللاّنهائيّة، ويبتكر شلاّلاتٍ يفوح منها رذاذ قُزحيّ متلألئ تصبُّ مياهها الهادرة في بحيرات زرقاء وخضراء، ومواكبَ من طيور وفراشات تتنقَّل مرفرفةً بأجنحتها في احتفال دائم بين أشجارها، وقطعاناً من غزلان منعتقة من قوانين البشر تستعرض رشاقتها وأناقتها ... أكمل القراءة »

محمّد بن عبا المعلّم المنشقّ والمناضل المنسيّ

من المعلّمين الذين كان لهم أثر عميق في تكويني معلّم اللّغة الفرنسيّة المرحوم محمّد بن عبا الذي درست عليه بالمدرسة الابتدائيّة بقرطاج درمش في السّنة الثّانية ثمّ في السّنة السّادسة. وهي السّنة التي كانت تُعدُّ فيها الشّهادة الابتدائيّة و مناظرة دخول التّعليم الثّانويّ. لقد كان معلّما منشقّا حقيقة لا مجازا. فلا يُدَرِّس النّحو ولا الحساب ولا دروس الأشياء ولا شرح ... أكمل القراءة »

ما لا يعودُ إلى ما كانَ : شعر : محمّد الدرقاوي – فاس- المغرب

  كأسٌ ملأى إلى النّصفِ تُمسكُها يدٌ ممدودةٌ تدعوني إلى تذوّقِ ما فيها. أتقدّمُ خطوةً فتمسكُني يدٌ أخرى لكنَّ العطرَ الفوّاحَ الذي يهبُّ على مِنخريَّ ينتشرُ في أوردتي   يتحوّلُ جسدي إلى سائلٍ يكادُ يستعصي على الإدراكِ يغطسُ في الماءِ فأشقُّ طريقي صافي النّظراتِ وسطَ عَرْضٍ استعاديٍّ أكمل القراءة »

هذه الأرضُ التي نثني : شعر : فيكتور هيغو – ترجمة : نضال نجّار- حلب- سورية

  هذه الأرضُ التي  نثني خيمتَها َ حينَ ينسلخُ النّهارُ لا تطلبْ منها الفرحَ واكتفِ بالحُبِّ   ففي ما عدَاهُ كلُّ شيءٍ يمَّحي.   الحياةُ مكانٌ مظلمٌ كلُّ شيٍءٍ فيه يمرُّ يبدأُ في تهيئةِ  الإنسانِ للهِ   الإنسانُ هو الشّجرةُ  التي يعوزُها النّسغُ قبلَ أن يكونَ زهرةً مصيرُهُ لا يكتملُ أبدًا إلاّ بوقوعِ  المصائبِ…   كلّهمْ  يبحثونَ عن الفرح ِمعاً ... أكمل القراءة »

المياهُ مُعتمةٌ .. والغرقى كثيرون : شعر: علي نويّر – البصرة – العراق

  أيّها البحرُ لا جدوى من إغوائي بنشيدكَ اليوميِّ ، بأمواهكَ التي تأتي إليَّ مُحمّلةً بالقواقعِ ، والعلبِ الفارغةِ ، والنّذورِ ، ورسائلِ الغرقى التي لم تصل..ولن لا جدوى من إغوائي أيّتُها المياهُ الضحلةُ ، ما عدتُ أصلحُ للرّحلاتِ القصيرةِ ، أنا ابنُ الصّحراءِ الأزليةِ ، لا أفقَ يحدّني ، أنا ابنُ المياهِ العميقةِ ، لا ساحلَ أنتظرُ ، ولا ... أكمل القراءة »

قصيدتانِ لمحمّد بوحوش – توزر – تونس

  أغنيةٌ بيضاءُ   حينَ بَدأتِ الحَرْبُ فرَكَ يَديْهِ ، وتحَسَّسَ تَاجًا على رأسِهِ ونيَاشِينَ صَفْرَاءَ. في مُنْتَصفِ الحرْبِ  غنَّى بِفمٍ أدْرَدَ أغْنِيةً بيْضَاءَ. عنْدَمَا انتَهتِ الحرْبُ قَضمَ أصَابِعهُ ، أشْعَلَ عُودَ ثِقَابٍ، ومَشَى بسَاقٍ واحِدةٍ في سَاحةِ النَّصْرِ!.   تحديق   أحَدِّقُ فِيكِ لاَ شَيْءَ يَنْقُصُكِ يا حَبيبَتِي : ببَلاَغتِكِ القَدِيمةِ، ببَهْجَتكِ ، بِكَاملِ أغْصَانِكِ … ليسَ سِوَى أصَابِعِكِ التي.. ... أكمل القراءة »

قصيدتان للشّاعرة السّوريّة أمل هندي والشّاعرة الإيطاليّة لورا موسلّي كلام

شاعرتان إحداهما أوروبيّة والأخرى عربيّة تعشقان استخدام فنّ العدول : الأولى بتكثيف الدّلالات الحافّة والثّانية باختيار خاتمة مفاجئة .نترك لك الحُكْم :   السّماءُ تُحدِثُ صريرًا : شعر : لورا موسلّي كلام – شاعرة إيطاليّة مقيمة بفرنسا   السّماءُ تُحدِثُ صريرًا الحُبُّ يرفعُ عقيرتَهُ بالصّراخِ أبيضُ هو الوطنً عيناكَ أبنوسيّتانِ. في مُنْحَنى الصّمتِ تُولِّي النّجومُ  الأدبارَ.     لأنّ أصلي ... أكمل القراءة »

جعفر ماجد والشّعر النّسائيّ : محمّد صالح بن عمر

ذات مرّة في سنة 2004 هاتفني الشّاعر الكبير المرحوم جعفر ماجد ليعلمني أنّه ينوي إصدار عدد خاصّ من مجلّته”رحاب المعرفة” عن الشّعر النّسائيّ التّونسيّ، ملتمسا منّي الإسهام فيه.وعلى الرّغم من استغرابي هذا المشروع لما كنت أعلمه من أنّ جعفر لا يعترف إلاّ بشاعرة واحدة في تونس فقد وافقت على طلبه ،طالبا منه أن يمنحني مهلة للتّفكير.لكنّه قبل أن يقطع المكالمة ... أكمل القراءة »

الصَّدَفةُ شعر : باتريسيا لارنكو – شاعرة من جزيرة الموريس مقيمة بباريس

شُقّتي القديمةً  مطليّةٌ بلونٍ فاتحٍ داكنٍ : صمتٌ زَغَبيٌّ في جوٍّ لَبَديٍّ أنتِ يا شُقّتي تتحدّثينَ عن أزمنةٍ ولّتْ بمنجوراتِكِ بزواياكِ المشوَّهةِ، بأوراقِكِ الحائطيّةِ الذّابلةِ، بسقوفِكِ التي توحي بسمواتٍ ممطرةٍ حالكةٍ. ورغمَ ما فيكِ ممّا هو غيرُ مريحٍ تعرفينَ كيف تُغَطّينَ بألوانِكِ الخريفيِّةِ المتدرّجةِ ألوانِكِ الصّمّاءِ التي ذهبَ صفاؤُها لكنْ الدّافئةِ، بأثاثِكِ البورجوازيِّ القديمِ الذي تغيّرَ لونُهُ، أثاثِكِ المتجمّعِ في ... أكمل القراءة »