في الذّكرى الخامسةِ لرحيل نورة :شعر: محمّد بن رجب- قليبية – تونس

اليوم الخميس 21ماي 2020 حلّت بي الذّكرى الخامسة لرحيل زوجتي نورة رحمها الله ..وبالمناسبة أنشر نصّا لا أدري إن كان شعرا أم لا؟! كنت بدأت صياغته قبل الحجر من عدوى الكورونا ثمّ توقّفت …فقد كنت في مدينة قليبية وأدّيت زيارة لها فجرا في مقبرة سيدي علي النّوالي حيث قبرها في المدخل تماما و هو على بعد أمتار من نصب الشّهداء الذي يحتلّ الصّدارة ،كما أنّه يقع أمام الفضاء الخاصّ بتقبّل العزاء.

محمّد بن رجب وزوجته الرّاحلة نورة

فجأة ابتسمت لي وارتحلت بسلام…

أيّها الطّائر الأسمر يا ذا الشّموس السّبعِ

أنت بكيتَ طويلا رحيلها الموجع

ثمّ أصابك الخرسُ.. شوقا إليها

أنت أدمنت الرّمس كالحارسِ

أقمت بلا أجنحةٍ

حزنُكَ الدّامي طوى نجماته الخمسَ

فٱشهد أنّي جئت أبكيها فجرا أشكو الانتظارَ  

أشكو الغيابَ

 إذ بها على قبرها الرخاميِّ تجلسُ

إنها هي دون شكّ …لا أحلمُ…  

نورة كعادتها تبتسمُ

حيّتني كعادتِها في حياءٍ

فأشرقتْ أنوار السّماءِ

كنتُ أعرف أنّها في رحاب الجنانِ

لم يربكني الذّهولُ

فابتسمتُ وسلّمتُ واقتربتُ

أرجو ضمّة الأحضانِ

لكنّها كشمعة العشقِ ذابت

فاضت على المكان بالضّوء والشّعاعِ

قل لهم أيّها الطّائر الحزينُ

قصّتي حقيقيّة كالنّارِ ..

والنّار تسكنني كالألمِ .

قل لهم.. إنّي لست معتوهًا

ولا أنا مجنونُ

  لم ترتبك اليوم من ظلالِها

هل رأيت ظلالها تصعدُ إلى السّماءِ

أعلم الآن أنّي ذاك الطّائر ..

لا أعرفُ الملل من رحلتي في المكانِ

واغتسلتُ في دموعي ..

بحثا عن عطر طهارتها

فانكشفتْ لي كالملاك ….

وارتحلت بأجنحتي شوقا

والصّبح تنفّس برائحتها الزّكيّة

فاشتدّت لوعتي في تلاوة سحرها

لكنّي لم أفقد صوابي

لم أدرك بعدُ ما حدث في الأفقِ

هل هي صورتها أتتْ في الفلقِ

وارتدّتْ أمامي في اشتياق أم أنا المرتدّ ؟

أم عدت إلى البيت كالبرق ؟!

أسأل كلّ العمر عن سناها

كيف أطلّت لحظة ؟

وما الذي صرفها خطفًا ؟؟؟

قال الطّائر المحبُّ السّاكن في القلبِ

لا تعجَبْ كثيرا لهذا الأمر

واحترقْ بنار العشق

المتضوّع بالعنبر والزّعفران

وٱكتب ذاتَك في الشّرايين

واستمعْ إلى ألحانك الصّامتةِ

وانتحبْ في وجد المتوّلهِ

وـسأل مسكَ ريحِها

هل أنت هنا .. أم أنت هناك في السّماءِ؟

هل نزلت صورتك من شاهقٍ؟

أم خرجت لي من هلامي صدري؟

يا سيّدة العشق ساهر يتّقدُ

الشّوقُ بلا عتاب ينهمرُ

قولي شيئا

قولي ….أيَّ شيءٍ  

والجوابُ ؟!؟ لا جوابَ……

صمتها العميق قيامة أخرى

قلت في حيرة من أمرِها

هل أنا مريد للحزن؟

أم أنا لا أرتقي في دمائي ؟!

في الذكرى الخامسة لرحيلك

أصلّي لريح الموتِ

ومن وراء الحجاب أبتسمُ

ألتحم بحقيقة الوجع

راحلٌ أنا على أفلاك الوجدِ

الآن تحرّرتُ من نفسي

طهّرتُ قلبي من صدإِ قد علاهُ

إنّها في صمتها الصّاخب راضيةٌ

ناولتني كأسها المضيئة في صفاءٍ

في انتظار موعد اللّحاق بها

وردتُها البيضاءُ أشرقت هذا الصباحَ

قالت : لا تُغلقِ الأبوابَ

لا تستجبْ لأصفاد الرّيحِ تجترّ دمَكَ

وأطلقْ عنان القلبِ

لا تتركْهُ يضجرُ

وٱسكبْ سلامَكَ حتّى مطلعِ الفجرِ

المنزه التّاسع .. الاربعاء 20 ماي 2020

تعليق واحد

  1. HELOU…MON AMI ..MON FRERE MOHAMED BEN REJEB….C’EST TRES BEAU…TRES SENSIBLE

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*