يومٌ آخرُ من أيّامِ الفنِّ التّشكيليِّ السّوريِّ في غاليري هيشون: تغطية : نور نديم عمران – اللاّذقيّة – سورية

نور نديم عمران

 

الفن التشكيلي لغة كونية وقيمة حضارية ولمسة إنسانية ، وجد طريقه نحو مجتمعاتنا لأن الفن هو الحياة.. إنه يواسي النفس المحبطة و يثقف ويفتح الآفاق لتقدير القيم العليا. ذلك أن الفن التشكيلي لغة عالمية و حوار إنساني يجعلنا نتعامل بلغة حضارية دائماً لتحقيق التوازن بين المقومات الشخصية الوطنية والثقافات العالمية.. ولذلك تأتي الملتقيات والمعارض التشكيلية تظاهرة حضارية تعزز الحوار الثقافي عبر لغة الفن..وهذا ما وجدناه في افتتاح معرض (الأم الحاضنة )في صالة هيشون للفنون في اللاذقية ، حيث اجتمعت كوكبة من الفنانين التشكيليين السوريين ضمن التظاهرة التشكيلية أيام الفن التشكيلي السوري. وقدبلغ عدد المشاركين بالمعرض خمسين مشاركاً اختلفت اتجاهاتهم وتنوعت أعمالهم ، فكان لكل فنان أسلوبه الخاص الذي يميزعن غيره . وهذا التنوع ما بين الواقعية والرمزية والتجريدية وغيرها  ….جاء  بمثابة رسالة فنية تهدف إلى زيادة الثقافة اابصرية وتعميقها لدى المتلقين على اختلاف درجات ثقافتهم .ولقد غلب طابع الجرأة على جل الأعمال المعروضة فشغل جسد المرأة الحيز الأكبر بين الأعمال المرسومة أو تلك التي نحتت مثل أعمال الفنانة ماري آن مرقص، والفنان حسين صقور والفنان محمود حسن الذي قدم لوحة مثيرة للجدل حيث رسم نفسه إلى جانب جسد امرأة، كما تميزت أعمال أخرى كثيرة كمنحوتات بعجانو وقطط سموقان التي ملأته بالحماسة والمحبة وقوارب بولس سركو ، وسهول الفنان ماريو وغيرهم. و كان الحضور لافتاً بكثافته وشغفه حيث التف الجمهور حول الفنانين ودخلوا معاً في حوار بصري وشفوي حول الأعمال المعروضة . هذا ويستمر المعرض في استقبال رواده يومياً حتى الخامس عشر من الشهر القادم ،لتبقى أضواء أيام الفن التشكيلي مضاءة في وداع عام راحل واستقبال عام جديد.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*