أسبقُ الحياةَ بأدنى من خطوةٍ: شعر: حسن حجازي – الدّار البيضاء – المغرب

حسن حجازي

 

                                  -1-
أحتاجُ أن أنفضَ الغبارَ
عن هذا الكرسيِّ الهزّازِ
الذي تتمرجحُ عليه أفكاري،
أحتاجُ أن أنضّدَ وأرتّبَ
بناتِ هذه الأفكارِ
وَفقَ منطقٍ فوضويٍّ، 
من أجل ذلكَ
سأستعينُ بجرّافةٍ للوساوسِ، 
ورافعةٍ للهذيانِ، 
وكاسحةٍ لأوهامٍ
زرعَها على حوافِّ جمجمتي
مدمنو هلوسةٍ بالوراثةِ! 
                                 -2-
لا يروقُ لي هذا الوقتُ المتقيّحُ
الذي يتربّصُ بي الدّوائرَ
مذ باغـتُّهُ يراودُ
عقاربَ السّاعةِ عن نفسِها، 
سأمزجُ إذنْ مخاطَهُ البغيضَ
مع أيِّ مادّةٍ مخدّرةٍ
ثمّ أتناولُهُ على الرّيقِ..
لا يهمُّ إن أُصِبتُ بعدَها
برُهابِ الوقتِ
أو عَدِمتُ على إثرِ ذلكَ
عبثيّةَ هذا الزّمنِ الرّديءِ! 
                                   -3-
لا أجهرُ بذلكَ
أتداولُ الشّعرَ سرًّا
بيني وبين نفسي
غالباً ما أصيبُهُ بالضّجرِ
فيفرُّ مولِّيًا الأدبارَ
يتجاوزني بسرعةٍ
يقدفُني بحذائِهِ الموكاسانِ
يركبُ قطارَ TGV
يفتحُ مقصورةَ الكلماتِ
يلقي من نافذةِ الإغاثةِ
بجثُثِ شعراءَ انتحروا
عند نواصي القصيدةِ!
                              -4-
تلك النّجومُ ليست سوى
مجرّدِ فخاخٍ منصوبةٍ
في كبدِ سماءٍ عذراءَ، 
السّماءُ في إضرابٍ مفتوحٍ
عن برقٍ ورعدٍ ووابلٍ
احتجاجًا على قمرٍ
آثرَ أن يبيعَ كلَّ الضّياءِ
لحبٍّ ذاعرٍ
لم ينفكَّ يقامر
بأهدابِ الشّمسِ! 
                                  – 5-
أسبقُ الحياةَ
بأدنى من خطوةٍ
تُرى هل ستدركُني
أم تراني سأتجاوزُها
في اتّجاهِ حتفٍ
إخالُهُ وشيكًا؟ 
       

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*