قمرٌ زجاجيٌّ: علي غازي جواد – بغداد – العراق

علي غازي جواد


ذلكَ الأرخبيلُ المتلألئُ المدهشُ

كبَريقٍ كونيٍّ من الكواكبِ الباسمةِ

أصادفُهُ كلّما حلّقتُ في ليلِ عينيكِ

يستترُ بالمدى ، يعكسُ الفجرَ على وجنتيكِ

والحركةُ اللاّنهائيّةُ للجُزرِ في مداراتٍ

من القصائدِ ، تُوقدُ الفجرَ من وجنتيكِ

لِيولدَ مبتسماً ، كزهرةٍ قرمزيّةٍ تتثاءبُ

كان النّدى يَكتبُ على وجهكِ قصيدةً شفّافةً

والدّمُ ينتشي داخلَ البشَرةِ الصّدفيّةِ

إلى القلبِ مساراتِ السّنونو

ومُوقِداً مصابيحَ مملكةٍ فتيّةٍ .

يا قوانينَ من مجرّةٍ أخرى

يا بدايةً لكلِّ شيءٍ

يا نهايةً لكلِّ شيءٍ

يا قمراً زجاجيّاً

يا موجةً لا تُروَّضُ

يا ضفيرةً من الأنهارِ بعطرِ الفانيلاَ

يا طريقاً بحريّاً تُحيطُهُ الدّواماتُ

يا سماءً فتيّةً

يا كوكباً مُزيّناً بالدّانتيلاَ ،

أتسلّقُ إليكِ كلبلابٍ يجلدُ النّافذةَ

أنِ افتحي لي عالماً آخرَ

أنتِ التي تأسرينَ الرّياحَ

وتهذّبينَ البروقَ التي لا تعرفُ وجهتَها

أنت التي بينَ يديكِ

تتوالدُ النّهاراتُ والمساءاتُ

أنتِ التي بعينيكِ تنفعلُ المرآةُ

كبحيرةٍ مجنونةٍ ، وتتلاشى الكلماتُ

 كخيوطِ دخانٍ.. .

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*