تلك التي في دروبِ الغجرِ سارتْ : شعر: أميمة إبراهيم – دمشق – سورية

أميمة إبراهيم

 
تلك التي
في دروبِ الغجرِ
 سارتْ
حمّلوها تعاويذَ و رقىً
إسوارةً من خرزٍ أزرقَ لمعصمِ طفلةٍ لوزيّةِ العينينِ
وخرزةً زرقاءَ على كتفِ صبيٍّ أشقرَ .
وكمشةً من أشياءَ مثلّثةٍ
 قالوا إنّها حجاباتٌ
لجلبِ الغائبِ
وفكِّ السّحرِ
واستحضارِ الحبيبِ.
ومن جنونِها صدّقتْ تعاويذَهمْ
وسارتْ في دروبِهم.
……….
 تلك التي علّموها الرّقصَ على إيقاعِ نايٍ
تتلوّى مثلَ حيّةٍ أمامَ هنديٍّ فقيرٍ
أو تصخبُ الأرضَ من هديرِ قدميْها
ورفرفاتِ إغوائها
وشيطنةِ فساتينِها الملوّنةْ.
……… .
 تلك التي زرعتْ في صحنٍ صغيرٍ
بذورَ قمحِ الرّغبةِ
وسقتْها نبيذًاً أبيضَ
فكبرتْ مثلَ ابنةِ الحكايةِ
في يومٍ وليلةٍ.
…… ..
 تلك
كانتِ امرأةً لا تشبهُني
لكنّي حسدتُها.
آآآآآه لو كُنتُها
ومضيتُ أقطفُ شهدَ الأيّامِ.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*