بعكسِ ( فيروزَ ) : شعر: عبد الله سرمد الجميل – العراق

عبد الله سرمد الجميل

 

بعكسِ ( فيروزَ ): أهواها على أَمَلِ   

والبحرُ أزرعُهُ في جَرَّةِ المُقَلِ        

أدهى منَ الموتِ هذا الحبُّ، ألصَقُ من

أسمي إليَّ وأنقى من هوى الجَبَلِ

مدينةَ الخوفِ كوني طُحْلُباً فلقد

خانَتْ زهورٌ وطاحَتْ سُمعةُ العَسَلِ

لَأُوْقِظنَّ بها حبَّ النّقيضِ كأنْ

تكونَ باسمةً في الشّاخِصِ الطَلَلِ

كفى بكاءً وصيري غيرَ عابئةٍ

فإِنْ سمِعْتِ حِدادَ الكونِ فاكتحلي

ومزِّقي الحُجُبَ السّوداءَ أجمعَها

وقصِّري الثّوبَ واحتالي على الحِيَلِ

لا تقتُليني فقد أحتاجُ أضرحةً

لكي أُوَرِايَ بعضي لحظةَ الخَجَلِ

تَوسَّدي السّهلَ في كفّي التي صفعَتْ

خدَّ الشّتاءِ وفكَّتْ غرفةَ البَلَلِ

إليكِ منّي خُذيني، هل أنا قمرٌ

قلادةٌ، قلقٌ، قوسٌ؟ ألي جُمَلِي ؟

ساحاتُ مدرستي للآنَ خاليةٌ

معلِّمُ الحربِ ساوى الطّفلَ بالرّجُلِ

كلُّ الدروبِ تؤدِّي للحروبِ هنا

وكلُّ حربٍ تُؤدِّي غايةَ الدُّوَلِ

كأنَّما الحربُ ضيفٌ ثُمَّ باغتَنا

فصارَ للدّارِ ربَّاً دونَما رُسُلِ

صديقتي، قلقي ما كنْتُ أُطعِمُهُ

سوى الثّواني وأوهامٍ على عَجَلِ

فكيفَ دبَّ على نفسي وجرَّدَها

من رُقعةٍ نُقِشَتْ فيها: ألا احْتَمِلي ؟!

للبحرِ لونانِ؛ لونٌ خاطفٌ قدمي

إذا تخطَّتْ سياجَ الرّملِ كالوَشَلِ

ولونُ ظِلَّينِ حِرْنا كيفَ فصلُهما

بعدَ العناقِ ومزجِ الهَمْسِ بالقُبَلِ

سؤالُ طفلٍ: لماذا لعبتي كُسِرَتْ ؟

صعبٌ عليَّ وغيرَ الصّمتِ لم أقُلِ

وأنتَ تفتَحُ شُبّاكاً لتهرُبَ من

قيدِ المكانِ إلى أُرْجوحةِ الكَسَلِ

ستَدخلُ الغرفةَ الدكناءَ ناثرةً

تلكَ الفراشةُ جُنْحَيها على الشُّعَلِ

( جسرَ العتيقِ ) على أهوائِنا استندَتْ

فيكَ الدّعائمُ، لم تُخلَقْ على مَيَلِ

صِفْ لي شعورَكَ؛ نِصْفٌ فيكَ ملتئمٌ

وأيمنُ النِّصْفِ يشكو طعنةَ الشَّلَلِ

توحَّمَتْ غيمةٌ في أَعْيُنٍ نُجُلٍ

فأنجبَتْ قمراً يرنو إلى الغَزَلِ

لكنّهُ قمرٌ قد سدَّ لي سُبُلي

سِيَّانِ مُرتَحَلي فيهِ ومُعْتَقَلي

يا أيُّها الليلُ إنّ النّاسَ تسهَرُ كي

تُحصي النّجومَ بساعاتٍ منَ المَلَلِ

أمّا أنا وأنا طبعي يُخالفُكم

عندي معَ النّجمِ ألعابٌ ولم تَزَلِ

صِلْ بينَ نجمٍ ونجمٍ في مجرَّتِنا

لِيُنتِجَ الشّكلُ ( حدباءً ) بلا وَجَلِ

أُقشِّرُ العشبَ، لا أرتاحُ في مدنٍ

سُدَّتْ حدائقُها والنّاسُ في عُطَلِ

زهرٌ زجاجٌ وعطرٌ نافقٌ، شجرٌ

فزّاعةٌ وربيعٌ ذائبُ الحُلَلِ

حقلٌ من النِّفْطِ لكنْ فوقَهُ سحبٌ

والحربُ بينَهما مجهولةُ الأجَلِ

حربُ الطّبيعةِ والإنسانِ قد بدأتْ

مذْ كانَ جِذْعٌ وفأسٌ خانَ في جَدَلِ

لمّا رأيْتُكِ فزَّتْ ألفُ أغنيةٍ

منَ الخريفِ وعادَ اللّحنُ في مَهَلِ

ماذا تغيَّرَ؟ قولي، لونُ ضِحكتِنا ؟

صخرُ اليدينِ؟ نوايا البوحِ والزلَلِ ؟

إنّي أضعْتُ طريقَ البيتِ، لا عَجَبٌ

أنَّ الخرائطَ بعدَ الحربِ في بَدَلِ

فشكِّليني كما الفَخّارُ وانكسري !

حتّى أحِنَّ للمسٍ غابَ في الأزَلِ

هيّا لمرسمِنا فالوقتُ فضَّتُنا

والرّملُ يرشَحُ، ريشُ الضوءِ في شُغُلِ

خلفَ الزوايا يلوكُ النائمونَ سدىً

أصباغَهم ويُراقُ الحُلْمُ في الأَسَلِ

صعبٌ هدوءُكَ؛ ما من زائرٍ مَرِحٍ

وليسَ يُشْفَى نباتُ التّينِ من عِلَلي

طوراً أُجفِّفُهُ، طوراً أُكبِّلُهُ

لسجنِ دودٍ ونملٍ عاطلِ العملِ

عينايَ تَثْمَلُ بالغُدرانِ والشُّرُفاتُ..

القصفُ أنزلَها من سُلَّمِ البطلِ

صوتُ القواقعِ كانَ البحرَ مُنكفِئاً

وصوتُها الآنَ بارودٌ بمُقتَبلي

مهما أخافَتْ فنارَ الغيمِ موجتُهم

ستُرْجِعُ السّفنُ ( الحدباءَ ) للأثَلِ

22/3/2017

*فيروز: أغنيتُها ( أهواكَ بلا أملِ )

*الجسرُ العتيقُ: في مدينةِ المَوْصِلِ

/الحدباءُ: المَوْصِلُ

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*