لذّة الموتِ عشقــاً :شعر: راسم المرواني – بغداد – العراق

راسم المرواني

 

لُمنيْ ..أحبُّ اللّومَ فيه ، وأنتشيْ عِشقاً ، وأطرُبُ إذْ أُلامُ

لُمنيْ ، لأنَّكَ لستَ تعرفُ مَنْ يكونُ ، ومَنْ أكونُ ، وما الهيامُ

 

أصَحوتَ يوماً مثل طِفلٍ ، لستَ تدريْ فيمَ أفزَعَكَ المنامُ ؟

أسكرتَ يوماً بالعيونِ وبالشّفاهِ ، ولم يخامِرْكَ المُدامُ ؟

 

أوقفتَ يوماً كالأسيرِ ، أمامَ هَيبَتِهِ ، فغادَرَكَ الكلامُ ؟

أشعرتَ يوماً بالحرائقِ تحتويكَ ، وليسَ يؤذيكَ الضِّرامُ ؟

 

هلْ ذُقتَ طعمَ البَوحِ في ليلِ الهوى والخلقُ ناموا ؟

أترى تذوقتَ التّخلّيَ والتّحلّيَ كي يطيرَ بكَ السَّنامُ

 

إني أحاولُ أن أذوبَ بحرّهِ عَطَشَاً ، فيُسعِفُنيْ الصِّيامُ

في عشقهِ طعمُ الوجودِ ، وفي محبّتهِ التّكاملُ والسّلامُ

 

أنا عاشقٌ حَدَّ الثَّمالةِ ، عافَني صحويْ ، وأَسكَرَنيْ الغَرامُ

أنا بعضُ ما صَنَعَتْ يداهُ ، وبعضُ مَنْ رَحَلوا وقَاموا 

 

أنا فيهِ مثلُ سفينةٍ ، لم يبقَ منها غيرُ ما يَذَرُ الحُطامُ

ليْ فيهِ ألفُ تساؤلٍ ، تخبو ، فيُشعِلها احتدامُ

 

ما زلتُ أجهلهُ ، ولكنّي قريب منه ، يؤنسنيْ الوئامُ

وأذوبُ فيه كأنّني بَردٌ ، وكفّاهُ المواقدُ ، والخيامُ

 

أدريْ بأنّي إنْ تركتُ ودادَه أو هزَّ أشرعَتي الخِصامُ

سأتيهُ مثلَ الآخرينَ على المسالِكِ حيثُ ينفرطُ النُظامُ

 

أهواهُ ، لا أخشاهُ ، هلْ يخشى الـمُحِبَّ المـُستَهامُ

كالطّفلِ ، أعشقُ حُضنَهُ ، وألوعُ لو أزّفَ الفِطامُ

 

أعصيهِ من جهلٍ ، فيغفرُ ليْ ، ويُدنينيْ ، وتعذِلُنيْ الأنامُ

فأعودُ من حيثُ ابتدأتُ ، كأنّني هَدَفٌ ، ورحمتهُ السّهامُ

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*