كتب الغرام: شعر: بشر شبيب – سوريّ من دمشق مقيم في تركيا

مني إليكِ يا رفيقتي السلام

من أرضِ روما من نوافيرِ المياه 

من نيلِ مصرٍ حيثُ يبتدئ الزمانْ

من غوطةٍ نامتْ على خدودِ الشّام

أنا هنا أنا هناك .. وردةٌ منَ الرخام 

أنا في حبلكِ الصوتيّ .. 

جوقةٌ منَ الحمام 

مني إليكِ يا رفيقتي السلام 

 

*

 

فكّرتُ فيكِ عندما حلَّ المساءْ

ماذا تفعلينْ ؟! من بعدِ أنْ رحلتِ

في زورقٍ منَ المطر 

إلى بلادِ الخوخِ واليقطين 

ما زلتِ ترقصين؟ 

تحتَ شبّاك القمر

ما زلتِ تحزنين؟ 

مثل – سندريلا – 

وتقطفينَ البسمةَ الخضراء

من فوقِ أغصانِ الشجر

ما زلتِ تبحثينَ في قصائدي 

عن عقدكِ .. عن عطركِ ..

عن معنى للحياة .. 

عن فارسٍ يدعوكِ لرقصةِ احتراق

عن ظلّكِ المغروسِ في حقائبِ السفر 

وفي حدائق الغرام 

مني إليكِ يا رفيقتي السلام 

 

*

 

بدونكِ هل تعلمين أنني طفلٌ صغير 

أتوهُ في شالِ الحرير 

أضيعُ في كُمّ القميص 

أسقطُ في شبرِ طين 

بدونكِ لا لستُ أعرف من أكونْ

وما أكونْ .. 

وكيف تنتشرُ السكونْ

وأيَّ شعرٍ يشتهيكِ كحرفِ نونْ

كاللثغِ في وسطِ الكلامْ

عندما كنّا صغاراً كالحمامْ 

مني إليكِ يا رفيقتي السلامْ

 

*

 

وحينَ أذكركِ .. أُشْبِهُ الغيمَ المطير 

وحينَ أسمعُ صوتكِ

أو أبحثُ في هاتفي عن صورةٍ بها 

عيناكِ أنتِ.. شفتاكِ أنتِ .. 

رائحةٌ تقول بأنكِ ما زلتِ أنتِ ..

وتطلعين .. كطائرِ العنقاء 

من رمادِ الشوقِ تطلعين 

أغدو كعصفورِ الغدير 

فرِحاً بأغلى هديةٍ منكِ إلي 

فرِحاً، 

وأعلمُ أنّ صورتكِ التي في هاتفي

حدثٌ كبير .. أنها شيءٌ ثمينْ

بدونكِ هل تعلمينْ 

أنني أعيشُ غربتي مرّتين 

أعيشُ نكبتي مرّتين 

أعيشُ فرحتي حينَ أفرحُ 

كاللصوصِ تحتَ أجنحةِ الظلام

وأحملُ في كأسي آلالفَ الخيام 

مني إليكِ يا رفيقتي السلام 

 

*

 

مني إليكِ يا رفيقتي السلام 

من وردةٍ شاميّةٍ على حدودِ أصابعي 

في كلّ حرفٍ تتركُ شذىً وبعضَ مدامعي

وأنتِ في أشياءِ مكتبي كلها 

في ساعةِ المنبّهِ والمِقْلَمة 

في العطرِ في الزجاجةِ المُقَلَّمة

في علبةِ الملاحظاتِ والحروف 

في زركشاتِ الحائطِ الجميلِ 

وفوقَ دفّاتِ الرفوف

في دفترِ الشِّعرِ الذي لم يكتمل

في الضوءِ في نوّاصةٍ 

مع كلّ حرفٍ ترتعشْ

فكيفَ لا تبقينَ كالحلوى معي؟

وأنتِ في قلبي الذي 

بوجهكِ.. بشَعركِ .. 

بصوتكِ.. بصمتكِ .. 

 بحَرّكِ.. ببردكِ 

قد كانَ دوماً ينتعشْ

أنا هنا أنتِ هناك .. وردةٌ منَ الرخامْ

جزيرةٌ بعيدةٌ قليلةُ الغمامْ

مني إليكِ يا رفيقتي السلامْ

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*