القصيدةُ وأشياءُ أخرى : حسن حجازي – الدّار البيضاء – المغرب

حسن حجازي


                                -1-
وما القصيدةُ إلاّ
حبلَ السرّةِ
الذي قضمتُهُ
قواطعُ المجازِ
غيرَ بعيدٍ من محرابٍ
يتآلفُ فيه العدمُ
مع النّشأةِ الأولى
لحروفٍ من ماءٍ! 
                               -2-
ادفعْ كرسيَّ أوهامِكَ
إلى حيثُ يلذُّ
لتلك القصيدةِ الكسيحةِ
أن تنزويَ أبدَ الكتابةِ
وهي ترتدي  الفستانِ الصّوفيِّ
وتتلصّصُ من وقتٍ  إلى آخرَ
على عورتِكَ
الموشومةِ بأحرفِ الضّياعِ
منتشيةً بموسبقى البلوزْ
المنبعثةِ من”Dayly motion”
                                 -3-
ما الجدوى من كلِّ ما تكتبُ
وأنتَ الفقيرُ إلى قصيدتِكَ الماجنةِ
المدمنةِ على”Strip tease”
وأغاني تلكَ النّشوةِ
التي لم أعدْ أتذّكرُ اسمَها! 
                                 -4-
ثمّةَ تطبيقٌ على” Play store”
يتيحُ لك إمكانَ كتابةِ
كلِّ ما يمتُّ  إلى الشّعرِ بصلةٍ
قد تصيرُ شاعرًا
قبل أن يرتدَّ إليكَ طرفُكَ
وتغدو أنتَ أيضًا قابلا للتّحميلِ
في أقلَّ من ميغا بايتٍ في الثّانيةِ! 
                                -5-
تأكدّْ أنّ القصيدةَ
لن تؤتيَ أكلَها
إلاّ إذا أكلتْ من كلِّ الموائدِ
و شاركتَ
في برنامجِ الواقعِ
“ميسيز قصيدة”!
                                -6-
كلُّ صداعِ الرّأسِ
لن تجديَ معه
كلُّ أصنافِ الباراسيتامولْ
المهملةِ فوقَ الكومودينو
قلْ للقصيدةِ أن تكفَّ
عن تدخينِ الماريخوانا
وهي تقتاتُ بنهمٍ

ممّا تبقّى من كبدِكَ المصابِ بالتّليّفِ! 
                                -7-
دعكَ من كلِّ صداعِ الرّأسِ
لن تحتاجَ  إلى أكثرَ من رصاصةٍ صدئةٍ
تطلقُها من مسدّسِ “Magnum”
حتّى تصيبَ
تلكَ القصيدةَ المتبرّجةَ
التي أعلنتْ إلحادَها مؤخّراً
على موقعِ “You tube”

إصابةً قاتلةً.
أجهزْ عليها
ونمْ قريرَ العينِ حذوَها
حينَها اكتُبْ ما شئتَ
وانشرُ ما شئتَ
على حائطِ الموتى! 
                              -8-
انسجْ من بياضِها
كفنًا يليقُ بسوادِ الحبرِ
تيمّمْ برذاذِها
واسكبْ كلَّ الماءِ
على طميِ الأحرفِ
وهي ترنو بازدراءٍ
 إلى أنشوطةِ الحبلِ
المتدلّي من عنقِكَ! 
                            -9-
دعْ بابَ القصيدةِ مواربًا ثمّ أومئْ  إلى الشّمسِ الغافيةِ  حذوَ فاكهةِ اللّيلِ المشتهاةِ بأن ترتقَ ثقوبَ الذّاكرةِ التي لم تسعفْكَ يومًا في تهجّي أبجديّةِ العشقِ المتمنعِ على الدّوامِ.
لا تحملْ كلامي على محملِ الجدِّ يا صاحِ
قد تصيبُكَ أشعّةُ “س”
بضربةِ شمسٍ مبرّحةٍ
فتنتكسُ أبدَ الكتابةِ
فوقَ محفِّ القصيدةِ! 
                            -10-
ما تكتبُ يا صاحِ
إرثٌ مشاعٌ
لكَ وحدَكَ
ليس لكَ عليهِ سائلٌ
فيه للقصيدةِ الكلُّ
ممّا لم تدّخرْه قطُّ
وأنتَ على قيدِ الموتِ!

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*