قصائدُ ” ييكينَ” : شعر : محمّد بوحوش – شاعر تونسيّ – بيكين – الصّين

محمّد بوحوش

1- الشّعرُ في الصّينِ بلا محسّناتٍ ، بلا بلاغةٍ،

واضحٌ ،  فاضحٌ ،

ناصعٌ كالبياضِ العميقِ،

موغلٌ في الحكمةِ ،

أو رومانسيُّ المعاني،

فاخلعْ  نعالَ  بلاغتِكَ  في أرضِ الصّينِ

قبلَ أن  تكتبَ أو تقرأَ شعرًا.

 

2- مساءٌ ” بيكينيٌّ”

تجلّلُهُ الأغاني،

وأنا أسيرُ  في  شوارعَ  تكتظُّ  بالدّكاكينِ.

الورودُ والأزهارُ على طرفِ  الرّصيفِ،

كأنَّ  جنانًا أعدّتْ لي،

كأنَّ  جنانًا  أعدّتْ  لهذا الأميرِ الصّغيرِ،

وهو يمرُّ مزهوًّا  بتونسِهِ وسطَ  فيضِ الزّحاِم.

خطوات أخرى لكي  يتوقّفَ ويلتقطَ  بعضَ الصّورِ،

خطوات تالية كي  يشيرُ إلى شخصِ مَّا 

إلى أين  يؤدّي هذا الممرُّ ؟

كم ساعةٍ مرّتْ وسيّدُنا يجوبُ الأمكنةَ

حتّى أدركَهُ التّعبُ،

وهو متحيّرٌ: أين هو الآنَ؟

وكيفَ إلى نزلِ ” الأخوّة العالميّ” يعودُ؟

 

3– الصّينُ  جميلةٌ

لكنْ عليَّ أن انتبهَ،

وأن أسيرَ وَفقَ اتّجاهِ البوصلةِ ،

وألاَّ  أتيَهُ،

فبلادي بفوضاها  وعلاّتِها

أجملُ، وأعزُّ عليّ 

ولو…

ولو  رأسي  في  مشنقةٍ.!

 

4– في  قصورِ الإمبراطورِ بالصّينِ العجيبةِ

حيثُ النّاسُ من كلِّ  صوبٍ وحدبٍ:

طاويّونَ ، بوذيّونَ ، كاتوليكٌ ، مسلمونَ ،مسيحيّونَ،

 وآلافُ  الطّوائفِ الأخرى..

نظرتُ حولي  فلم أرَني،

رأيتُ إمبراطورَ تونسَ في القصرِ الآخرِ

يقشّرُ الموزَ ، يرمي بالقشورِ على الشّعبِ

ويضحكُ في تابوتِهِ…

5- للحقيقةِ أوجهٌ شتَّى

وإن كان وجهي حقيقةً .

الآخرُ هو أيضًا  أنا :

هذا يقيني، وأنا  أتمشَّى في  شوارعِ “بيكينَ”…

أشعرُ أنّي حبّةُ رملٍ ،

أو مجرّدُ حشرةٍ.

 

6- في مدينةِ “نانشنق دي جينسكي”

 في  جنوبِ  غربِ الصّينِ،

رأيتُ  شارعًا يعجُّ  بدكاكينَ لبيعِ القططِ،

وشارعًا آخرَ لبيعِ الكلابِ،

هذا الشّارعُ سمّاه صديقي البورنديُّ”جان بوسكو”:

 شارعَ  الكلابِ  الأليفةِ…..

في وطني  يوجدُ أيضًا  شارعٌ  رئيسيٌّ

يؤدّي  غالبًا إلى القصرِ،

شارعٌ  شاسعٌ  لبيعِ  الذّممِ  والرّذيلةِ!.

7- ماذا يفعلُ كاتبٌ مثلي في مدنِ الصّينِ الجديدةِ

يمشي وئيدًا ، وحيدًا ويدندنُ  أغنيةً لأمِّ  كلثومَ،

– يحدثُ  ذلك غالبًا  في جولةِ ما بعدَ الغروبِ-

يتوقّفُ أحيانًا كي يتثاءبَ أو يتساءلَ،

ثمّ  يسلكُ  شارعًا لا  يؤدّي إلى  قصيدةٍ ،

ويعودُ  بخفّيْ  خيبةٍ…

يبدو ألاَّ  شيءَ  يوحي بالشّعرِ في شوارعِ “بيكينَ”

لكنّي  كذبتُ عليَّ هذه  المرّةَ ، وكتبتُ ..

كتبتُ هذي القصيدةَ  في  شارعِ  “جنقشين” ببيكينَ.

 

8- من عادةِ الصّينيِّ  ألاَّ  يضحكَ إلاّ  بمقدارٍ،

لكنّهُ يمعنُ في الابتسامةِ والضّحكِ

حينَ  تدغدغُهُ  بدولارٍ!.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*