الخيانةُ الزّوجيّةُ في زمنِ الكورونا شعر : فيليب كوريك – شاعر فرنسيّ – باريس

فيليب كوريك

 

أو تدري كمْ  من نهارٍ  وليلةٍ  نحنُ مَحْجُورُونْ

من منتصفْ آذارَ و أنا في باريسَ وأنتَ في بُورْدُو

دارتِ الأرضُ ومضى من الأيّامِ عشرونْ

أنتَ  من البيتِ فررْتَ

وأنا وطفلانا هنا محبوسونْ

أنتَ هناكَ تنعمُ بالشّمسِ

ونحنُ هنا يُغرقُنا سحابٌ هتُّونْ

أنتَ تستجمُّ  في الشّاطئِ

ونحنُ هنا وسطَ المباني الشّاهقاتِ من الهواءِ النّقيِّ   محرومونْ

أنتَ هناكَ تعملُ عن بعدٍ

وأنا هنا أتقلّبُ بينَ الطّبخِ وترتيبِ البيتِ والكيِّ ومذاكرةِ البنينْ

يستبدُّ  بي قلقٌ لا يوصفُ مَكٍينْ

هلاَّ قلتَ لي متى تعودُ وإن كنتَ  تعلمُ متى تعودُ

أم أقفلتَ على نفسِكَ كلَّ بابٍ للشّوقِ والحنينْ؟

أو تدري أنَّ كلَّ  وقتٍ يمضى لا يستعادُ

وأنَّ كلَّ وقتٍ مضى  انقضى إلى  أبدِ الآبدينْ؟

وأنا في الحَجْرِ أذهبَ الشّكُّ عقلي   وشاقني  حسابُ السّنينْ

فطفِقْتُ أعيثُ بين أوراقِكَ علّني أكشفُ سرًّا تخفيهِ عنِّي دفينْ

إلى أن عثرتُ على صورٍ ووصلٍ من بطاقتِكَ البنكيِّةِ الزّرقاءْ

أكدَّ لي ما كانَ  يساورُني  فيكَ من ظنونْ

لا تزعمْ أنّكُ تقيمُ  عندَ صَفِيِّكَ هنري

فهنري  منذُ أمدٍ في الضّواحي بينَ جدرانِ بيتِهِ سجينْ

بلْ قلْ لي إنّكَ معَ حبيبةِ قلبِكَ

تتساقيانِ كؤوسَ الهوى المجنونْ

فلتبقَ  حذوَها أيُّها المفتونْ

أمّا أنا فباقيةٌ في بيتي معَ  تلفزتي والبنينْ

وإذا عدتُ للحَجْرِ  معنا أيّها المسكينْ

فسأؤجّجُها  في وجهكَ نارًا لا يصلاها  إلاّ الضّالّونْ

وأعلنُ طلاقي منكَ  لأهلِكَ و ولكلِّ العالمينْ

قلْ لي  أستواصلُ لزومَ الصّمتِ أم ستكونُ من النّاطقينْ؟

فلا تكنْ من الضّعافِ  المُنْهَكينْ

بل كنْ للوقتِ الذي قضّيتَهُ بعيدًا عنَّا من الذّاكرينْ

وكنْ لزوالِ العهدٍ الذي كنتَ تخونٌني فيهِ من المتيقّنينْ

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*