على مرأى الحزنِ: خاطرة : رحيم صالح – السّلميّة – سورية

رحيم صالح

 

على مرأى الحزنِ
أضرمَ الشّتاءُ  النّارَ في قلبي..
بأعوادِ الدّمعِ اليابسِ
أستنشقُ رائحةَ اللّيلِ
المتنمّرِ في الدّخانِ
يصيحُ البابُ في أذنيَّ:
أغيثوني..
قد سقطَ الشّوقُ عليَّ
قتيلاً
وأنا لا احتملُ الثّقلَ
قد افتحُ نفسي للأمطارِ،
للبردِ القارسِ..
للموتى المنتظرينَ
أمامَ الدّارِ.
أبوحُ على مرأى الحزنِ
ليجئَ الكلُّ إليَّ
أربّتُ على كتفِ البابِ
ليهدأَ..
فيعانقُني وجعاً..في الذّاكرةِ.
أيُّ فراقٍ حلَّ بنا؟
لا أنسَ في هذا الدّربِ الظّمآنِ
كالموتِ
ولا جنَّ يبعثُ الفزعَ  فينا..
فنلاحق فيه مآربَنا
نضعُ الأشواقَ  في الجرحِ
ليلتئمَ..اللّيلُ مع الصّبحِ
و يدومَ الجرحُ..
النّاسُ تحومُ  بحثًا عن الألمٍ
غربانٌ تنهشُ جثثَ الحلمِ
المتناثرةَ في أنحاء الأرضِ
الأملُ يكافحُ  على جميعِ الجبهاتِ
بعيونٍ زرقاءَ
الموتُ الأحمرُ يدميهِ..
يختلطُ الدّمُ على زنديهِ 
فيخضرَّ اللّيلُ..
وأنا والباب
أضلاعُنا متفحّمةٌ
نشعلُ آهاتِنا
داخلَ جروحِ
الدّارِ..
وننامُ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*