قصائد نثر قصيرة : عبد الله سرمد الجميل – الموصل – العراق

1890636_528456793920143_255598684_o

 

فوبيا

عاشَ ولم يُبْرِدْ بيتَهُ بتشغيلِ المِرْوَحاتِ ،

فصوتُها يتشابهُ في أذنِهِ معَ صوتِ الطائراتِ ،

المهندسةُ

تنحَتُ على تفّاحتِها ثماثيلَ قتلاها ،        

تتصفّحُ أجنحةَ المدينةِ المرفرفةَ ،          

تتأوَّهُ المهندسةُ بعدَ كلِّ هذا الخرابِ ،

وتُعلنُ: هذهِ الأرضُ غيرُ صالحةٍ للياسمينِ ،          

جَفْناها ضفّتانِ والرّموشُ غاباتُ عسلٍ ألمانيّةٌ ،

لكنّ النحلَ فأسٌ بهيئةِ شجرةٍ ،

أحبُّكِ أيّتُها الشّمسُ المختبئةُ في البيضةِ ، 

أيّتُها البُوْصَلةُ في سَنامِ الجملِ ،

يا شمعةً تتوسَّطُ بينَ كأسينِ ،

لغزٌ

مِعطفُها الجبلُ ،                            

حذاؤُها الوادي ،                            

صدرُها الخُلْجَانُ ،

وكُحْلُها ظلُّ المِنْجلِ ،

فتاةٌ اسمُها ،

.

.

.

القريةُ ،

 

 

 

 

أرملةٌ

كانت العنكبوتُ تنسِجُ أوراماً حميدةً لدَرْءِ نهمِ الصّقورِ ،

وتتدرّبُ على النَّدْبِ لأنّ طريقَها وطريقَ زوجِها ،

شعاعانِ ممتدّانِ من قرنَي غزالٍ فلا يتقاطعانِ ، 

  

 

سُخْرِيَّةٌ

خَشْيَةَ أن تكونَ لكسرِ إناءِ الزهورِ أبعادٌ سياسيّةٌ ،

كانَ العالمُ يستجوبُ طفلاً أخرسَ ، 

هم لم يكونوا خُرْساً

هم لم يكونوا خُرْساً ،                       

بل لم يجدوا لساناً يحمِلُ بكاءَ الكلماتِ الغليظةِ ،

*                                            

أحياناً أسألُني: إلى أينَ أوصلْتَنا ،

أيُّها الطّبيبُ الحقيرُ الذي يجهضُ الأحلامَ ،

أيُّها الوطنُ ؟

إلى حدِّ أن يشتِمَكَ الآخرونَ بلغةٍ لا تفهمُها !  

    

سؤالٌ

كيفَ تُقاسُ المسافةُ بينَ التّربةِ والتّمرةِ ؟

كيفَ يُقاسُ الزّمنُ بينَ السّهمِ والطّريدةِ ؟

هباءٌ

لذّةُ الظّفرِ مقضومةٌ ،                       

والتّعاويذُ حولَ الطّفلِ رمادٌ ، 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*