فارَ التّنّورُ: معن حسن الماجد – الموصل – العراق

معن حسن الماجد

 

رعدٌ غاشمٌ

لا بَل غارةُ

سِربٌ آتٍ

فهَلُمّوا نَحتضِنِ الأسوارَ

موجٌ عارِمٌ

يُفْضي حُزنًا

وَدُمىً تبكي

تتَمرّغُ في أشلاءِ الدّارِ

الموتُ يُزمجرُ في الطرُقاتِ

نَتعثّرُ في سُحُبِ الأنوارِ

هَمزٌ.. لَمزٌ وحِواراتٌ

صَلَواتٌ تَخترقُ العَتَمةَ

هل حقًّا جاوزَنا الإعصارُ

نَتقمَّصُ دَورَ الصَّبرِ

ونُحدِّقُ في وَجَعِ الأنهارِ

فارَ التَنّورُ

والبَردُ القارسُ خلفَ السّورِ

نَتحقَّقُ من أقوالِ النّارِ

****

سِربٌ آخَرُ

وجِراحاتٌ

وحَماماتٌ تحتَ الإنذارِ

والماثِلُ في تلكِ الأجواءِ

ألَمٌ بائِدٌ

يمتدُّ طويلاً فوقَ اللّيلِ

يَتنكّرُ في زِيِّ الأشرارِ

الفَجرُ أسيرُ الخوفِ

وثواني الغَدرِ

تَتسكَّعُ في سُحُبِ الأسحارِ

زَخّاتٌ من مَطَرِ الأمواتِ

تّتوالى ساعاتٍ ساعاتٍ

وقُبورٌ تَستَقصي الأخبارَ

بَصماتُ الدّمِ

تَتَعقَّبُ لونَ القَهرِ

جُثمانُ الخوفِ

يتَسلَّقُ خاتمةَ الأفكارِ

ينهالُ الحزنُ على الأقمار

****

سِربٌ آخَرُ

نَتَجزّأُ في الأركانِ

نَتَلمَّسُ بَردَ الرُكنِ

وَقعُ الأقدامِ

تَتَسلَّلُ فوقَ الغارِ

أجزاءُ الوَردِ

قارورَةُ عِطرٍ

بين الأوكارْ

أجسادُ الوَهنِ

أوجاعُ الأمسِ

تحتَ الأنقاضِ

واللّونُ القاتِمُ يَخترقُ الأستارَ

يَتشَرَّدُ وهمُ الصُّبحِ

وقوافلُ أسماءٍ تَنأى في الظِّلِ

صَمتٌ يَنهارُ

نَتساقطُ أوراقاً أوراقاً

ريحٌ صَرصَرُ

أمواجٌ تَقتلِعُ الأشجارَ.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*