إلى روحِ ناجي العليّ في ذكرى استشهادِهِ : شعر: أسماء جزّار- الشّلف- الجزائر

أسماء جزّار

 181902

قتلتُمْ ناجي ولم تقتلوا حنظلةَ

قتلوكَ يا ناجي

و ظنّوا أنّهم أشبعُوك موتًا وفناءً

يا لا غباءَهمْ وحمقَهُم

أو لا يدرونَ أنّ أَنَفتَتَكَ العربيّةَ السّاحرةَ

تطفحُ على كلِّ الوجوهِ

و بريقَ عينيكَ الحادَّ

يخترقُ خوفَهم و جبنَهم

كالنّسرِ القادمِ من الأعالي

أو لا يعلمونَ أنّ إرثَكَ لم يضعْ

بل تقاسمُهُ الأطفالُ و الشّيوخُ

النّساءُ و الشّعراءُ  المغمورونَ

الرّسّامونَ و الباعةُ المتجوّلونَ

فما زالتْ لوحاتُ الرّسمِ تسكنُ الزّوايا العتيقةَ

و ريشتُكَ المسكونةُ بهواجسِ الوطنِ  المسلوبِ

بحكاياتِ المهجّرينَ و السّجناءِ

و بطولاتِ الشّهداءِ وأطفالِ الحجارةِ

بأشعارِ غسّانَ كنفاني و محمودِ درويشٍ

بغصنِ الزّيتونِ و قشورِ البرتقالِ

بدمعِ الأمّهاتِ و حرقةِ الآباءِ  

و صمودِ مدينةٍ تظلُّ عذراءَ و طاهرةً رغمَ توالي المغتصبِينَ والمدنِّسينَ

يصرّونَ علي طمسِ اسمِ القدسِ واستبدالِهِ بأورشليمَ

أو لا يعرفونَ أنّهمْ بقتلِكَ لم يقتلوا حنظلةَ؟

فمع كلِّ فجرٍ يولدُ حنظلةُ

من مآذنِ الجوامعِ و أجراسِ الكنائسِ

من ملحِ البحرِ ووهجِ الشّمسِ

من أرحامِ الأمّهاتِ و أرواحِ العذارى

من شجونِ العابرينَ و آمالِ المهجَّرينَ

هازئًا من عُهرِ الّسياسيّين و المتملّقينَ

باصقًا في وجوهِ الخائنينَ و المتاجرينَ

باسمِ القدسِ و السّلامِ

ودماءِ الشّهداءِ و ذرّاتِ التّرابِ و الهواءِ .

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*