عهدُ الخريفِ : شعر: – الموصل – العراق

معن حسن الماجد


في ليلةٍ ظلماءَ أثقَلها الـــهـــــوى
أفرَغتُ في نبضِ الحياةِ بدايتـــي

وتمرّغتْ كلُّ الثّوانيَ بعدَهــــــــا
وتحرّقتْ شوقًا يفَسِّرُ غايتـــــي

يا أيّها المسجونُ في عقلٍ سَــــوِيّ
خَبِّئ حماماتِ الرّبيعِ بجُعبتــــــي

أوغَلتَ في دَورِ الصّبابةِ خُفيــــةً
حتّى طَغَتْ فوقَ الملامحِ رَعشتـي

إن كنتَ ترنو للولوجِ برغبـــــةٍ
فاجمعْ شَتاتًا من بقيّةِ نشوتـــــي

أثخنتُ في فهمِ الُخضوعِ لِغايــــةٍ
وسلبتُ من سُحبِ الأنوثةِ قَطرتـي

غازلتُ وهماً واستبحتُ سرابَـــــــهُ
وصنعتُ من صُلبِ الحقيقةِ حَشوتي
إطلالةٌ عند الوصولِ وقَبلـــــــهُ
أضغـــاثُ أحلامٍ تُزوّدُ رحلتــي

فإذا طغى نضحَ الوعاءُ بما حوى
واستنفرتْ كلّ المدامعِ أوبتـــــي

البَوحُ في عهدِ الخريفِ خَطيئــةً
والصبرُ في كَبحِ المواجعِ لُعبتـــي

في حضرةِ الأشياءِ أُقسمُ جازمـا
يوماً إذا أفلتْ سأعلنُ توبتـــــــي

وسأستميحُ رِكابها عُذراً علــــى
أن تستعينَ براكبٍ من فِرقتـــــي

وسأستعيرُ فَراشةً فوق الحمى
لتراقصَ الأنباءَ منها وحشتـــــي

وسأكتفي بالأولّين ملاحمـــــــي
تَجترُّ آلاف المحاورِ صَولتــــــي

وقفَتْ تُسامرُ في الجوارِ حُطامنا
وتسَعِّرُ الصبرَ الهزيلَ بِجــــرّةِ

خَرجتْ تلاعبُ لهفتي بدعابــــةٍ
تستلُّ من شبقِ السّماتِ شقاوتــي

في جولةٍ بين السّطورِ لوهلــــةٍ
لاحتْ سويعاتُ الرّبيعِ بغربتـــي

وتكدّرَ الصفوُ العليلُ هُنيهــــــةً
وتَمدّدَ الوهنُ المريرُ بمُقلتــــــي

اللّيلُ يَنقلُ عرشَها خلفَ الخَفاء
وأنا ألوذُ بِبارقٍ من ليلتــــــــــي

أستوقفُ الجَسدَ المُفدّى برهـــةً
ليصونَ وهمي ،يستبيحَ نهايتــــي

 

 

تعليق واحد

  1. يوجد خطأ مطبعي في القصيدة ( بدائي=بدايتي) وآخر(غايي=غايتي)

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*