هلوساتُ ما قبل الصَّحوةِ الأخيرة: ريتا الحكيم – اللاّذقية – سورية

ريتا الحكيم

نضبتْ شهيَّتي للكلامِ
لذتُ بصمتِ الأقدارِ
حين انقضَّتْ بشراهةٍ على أنفاسي اللاّهثة
وراء كلمةٍ علِقتْ بحنجرتي
ألومُ نفسي لأنِّي فتحتُ لها البوَّابةَ على مصراعَيْها
وأبتْ أن تنصاعَ لرغبتي المُلحَّةِ في فكِّ أسرِها
للوقتِ أذرعٌ مبتورةٌ..
للموتِ أصابعُ طويلةٌ تتلمَّسُ دربَ العدمِ
على منحنياتِ جسدي..
أفيقُ من غيبوبةِ الحياةِ
أدندنُ أنشودةً جنائزيةً
تليقُ بموتٍ رحيمٍ تمنَّيتُهُ
تنغرسُ الثواني في معصمِ الزَّمنِ..
تُدميهِ، وتستفزُّهٌ؛
ليستعرضَ هزائمي على شاشتهِ
ومن زاويةٍ مُعتمةٍ يلوحُ طيفُ طفلةٍ تُشبهني
كانت ترسمُ أحلامها بماءِ الوردِ،
تتلو على مسامعِ الضَّوءِ تراتيلَ سيرةٍ ذاتيَّةٍ..
تحلمُ أن تكون خاتمتُها كما في حكايةِ سنو وايت
أو سندريللا
صوتٌ دافئٌ.. حنونٌ يهمسُ لها:
أما اشتقتِ إلى حضني؟
يردِّدُ الصَّدى صرخةَ أمنيتِها الدَّفينةِ
فينفلتُ عِقالُ الكلامِ،
وبأعلى صوتِها تقولُ للموتِ القادمِ إليها:
الآنَ تحرَّرتُ وكلُّ ما سبقَ ذلك كان سجنًا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*