صفحة من صفحات تاريخ الشّعر التّونسيّ: موجة شعراء التّسعينات في تونس: محمّد صالح بن عمر

 

 

جرت العادة في علم تاريخ الأدب ألاّ يقبل الباحث على دراسة ظاهرة من الظّواهر أو حركة من الحركات أو تجربة من التّجارب الأدبيّة إلاّ بعد مرور عقدين من الزّمن على توقّفها.وذلك لكي يظهر  له مدى تأثيرها في ما  تلاها زمنيّا.

ولمّا أدركنا بداية العشريّة الثّالثة من القرن الحادي والعشرين  أمكننا منهجيّا أن ننظر باطمئنان إلى  ما سمّي منذ ربع قرن خلا بشعر التّسعينات في تونس وأن نحاول وضعه في موضعه من تاريخ الشّعر التّونسيّ.

لنذكّر أوّلا بأنّ تسمية “شعراء التّسعينات” لا تدخل ،مثلما أشاعه خصومها، في باب التّحقيب العشريّ وإنّما المقصود بها هو جماعة بعينها  من شعراء جيل التّسعينات  خرجوا  على إنشائيّة الشّعر التي كان يأخذ بها شعراء الأجيال السّابقة لهم ، فكتبوا الشّعر بأسئلة العشريّة التي ظهروا أو  برزوا فيها . و أهم هذه  الأسئلة انهيار الإيديوجيّات  بعد سقوط جدار برلين والانقسام  شبه النّهائيّ للصّفّ العربيّ إثر نشوب حرب الخليج الثّانية. وهو ما أدّى بهم إلى الإبحار بلا قيد أو حدّ  في أعماق ذواتهم  والغرف بسخاء من الحلم واللاّوعي والخيال والعدول عن البناء الشّجريّ للقصيدة القائم على الانطلاق من موضوع محدّد ثمّ تفريعه إلى عناصر  . لكن هؤلاء الشّعراء لم تتشكّل منهم حركة، لأنّ الحركة يُشترط فيها التّكتّل وإصدار البيانات المشتركة والدّعوة الجماعيّة إلى نمط معيّن من الكتابة . فكلّ هذا لم يحصل تاريخيّا. وإنّما انكبّ كلّ شاعر أو شاعرة   منهم على تجربته الشّخصيّة يجوّدها ويعمّقها. فنحن إذا إزاء تجارب فرديّة شديدة التّنوّع، على الرّغم من اشتراك نصوص  أصحابها في المقوّمات  الإنشائيّة التي بيّنّا.

ولعلّ من أبرز مؤسّسي  هذه الموجة محمّد الهادي الجزيري و حافظ محفوظ وشمس الدّين العونيّ الذين انطلقت تجاربهم في الثّمانينات وكانت نقطة تحوّل فارقة في مسيرة الشّعر التوّنسيّ .

فإنشائيّا لم تخضع  القصيدة عندهم  من حيث البناء  لما تخضع له القصيدة عند شعراء ما قبل التّسعينات من بناء شجريّ مقلوب  يتجسّد في الانطلاق من موضوع يفرّع تدريجيا إلى أن يصل الشّاعر إلى ما لا يقبل التّفريع ،تماما على هيئة الشّجرة  المعروفة بشجرة تشو مسكي. ثم يكون الانتقال من أصل إلى فرع انتقالا منطقيّا .إنّما تتّخذ القصيدة عندهم شكل المناخ أو الجوّ العامّ  الذي يمكن للقارئ أن يلجه من أيّ  موضع كان طالما أنّ صيرورة النّصّ لا تجري في خطّ مرسوم  وإنّما هي محكومة بجملة من النّتوءات الدّلاليّة التي تعترض سبيل القارئ في كلّ خطوة فيضطر إلى التوقّف مرارا قبل أن يستأنف القراءة . بل قد   يلجأ حتّى إلى العودة  من حيث بدأ  ليتأكّد من صحّة التّأويل الذي أخذ به في المرّة الأولى .وقد يستبدله بتأويل جديد يسمح له بالمواصلة  . فتكون القراءة بمقتضى هذا التّمشي  أشبه ما يكون بحركة المدّ والجزر.

و سياقيّا قد أدركوا في وقت مبكّر أنّ الشّعر ليس مجرّد تعبير عن الشّعور أو رفعا  للشّعارات أو خطبة منبريّة  وإنّما هو فنّ لغويّ قوامه العدول الحيّ القادر وحده على إبهار المتلقّي وإحداث ارتجاج قويّ في نفسه بفعل المباغتة وكسر الانتظار،على اعتبار أنّ الشّاعر فنّان موهوب في المقام الأوّل لا باحث في الشّعر ولا مدرّس له يمارس هذا الفنّ بعقليّة صناعيّة بحتة فيفقده ألقه الجماليّ الأخّاذ .

ويحسب لمحمّد الهادي الجزيري أنّه أوّل من أنزل الشّاعرَ من عليائه التي تزيّن له الإطلال على الواقع من فوق وتغريه بأداء دور الخطيب المصلح أو الزّعيم المبشّر بالمدينة الفاضلة أو النبيّ المجهول الذي لم يعترف له قومه بالعبقريّة، مفضّلا مخاطبة القارئ من أسفل دركات القاع الاجتماعيّ حيث يقبع الملايين من أبناء شعبه ، مُعرّيا دونما تردّد أو خجل وبشجاعة فائقة كلّ أقطار ذواته ، كاشفا عن عيوبها وعقدها بصراحة نادرة.وكان هذا الشّاعر قد لفت الانتباه بتعاطفه الشّديد في شعره مع العراق وتردّده عليه اثر غزوه من  الجيش الأمريكيّ والجيوش المتحالفة معه.

ويعيننا شمس الدين العوني في مجموعته تحت شمس وارفة الظّلال على تلمّس مفهوم الشّعر عند هذه الزّمرة من الشّعراء.فالشّاعر عنده ليس  باحثا في الشّعر أو  مُدرِّسا له  أو سّياسيا حريصا على نشر مبادئ حزبه  أو إنسانا له هموم نفسيّة   يبحث عن قنوات للتفريج عنها وإنّما هو  قبل كلّ شيء فنّان . وما كلّ إنسان بفنّان .وإنما الفنّ موهبة ولاديّة تُصقل، لا تقنية تُكتسب بالتعلّم والتّدرّب والمحاكاة.

ونجد الهموم والشواغل نفسها عند حافظ محفوظ الذي يكشف شعره في مستوى بناه العميقة عن بؤرتين متلاحمتين: أولاها ذات شاعرة مأزومة والأخرى القصيدة باعتبارها وعاء لغويّا مهيّأ لاحتواء أزمة ذلك الذات وتحويلها إلى فضاء مريح منعش .أمّا على صعيد بناه الظاهرة فيطغى عليه التّشظّي والتّداخل.

وقد فتح هؤلاء الشّعراء الثّلاثة الباب أمام  عدد كثير من الشّعراء ظهروا بعدهم زمنيّا بحكم كونهم أصغر منهم سنّا منهم فاطمة بن محمود التي تخصّصت منذ خطواتها الأولى في الومضة الشّعريّة  وهي جنس شعريّ ينسب خطأ إلى اليبانيّين الذين يسمّى عندهم هايكو  والحال أنّه عريق أيضا في الثّقافة الشّعريّة العربيّة  حيث وجد منذ الجاهلية البيت اليتيم والبيتان القائمان بذاتهما.

ففي شعر هذه الشّاعرة  تتبدّى الذّات المنشئة للخطاب مسكونة بهموم وجوديّة بعيدة المدى  مدار جلّها على إشكاليّات الخلق والإبداع  وجوهر العلاقات التي تقيمها  مع ذاتها و الآخر والكون.أما أسلوبيا فهي، دون غلوّ،  من أقدر الشّعراء التّونسيّين قاطبة على المراوغة والمباغتة الفنّيّتين في خواتم القصائد.

ومن هؤلاء إيمان عمارة التي تراوح شعرها بين اللّون  النفسيّ الاجتماعيّ بحكم انشغالها شبه القارّ بوضعيّة المرأة المتردّية في المجتمع الذّكوري وانعقاد خطابها تبعا لذلك  بين أنا أنثويّ وأنت أو هو ذكوري وبين اللّون الفلسفيّ الوجوديّ الظاهراتيّ. وقد اتّسم شعرها مثل سابقيها أيضا ومنذ بداياتها بالإيغال  في التّجريد والعدول عن الكلام العاديّ  والتّنكّب عن أساليب البيان العربيّ التقليديّ.

ومنهم  عبد الوهّاب الملّوح  الذي صدع  منذ بداياته بمقولة “خراب المعنى” في ظلّ الوضع المتردّي  النّاجم عن قيام النّظام العالميّ الجديد و حرص  في شعره على الزّجّ بالقارئ في خضمّ عالم  متداعي الأركان ،  متضعضع الدّعائم، تتراكم  على أديمه الأنقاض  وتتنااثر الأشلاء حتّى يستوقد نقمته على مقترفي ذلك الدّمار و يشعره بمدى فظاعته وصعوبة الثّبات في ظلّ الوضع الذي انجرّ عنه .

ولم  يسلك الشّاعر في  تصوير هذا الوضع طريقة النّقل المباشر بل اعتمد أسلوب الإيحاء بتجميع صور تشي  بالتّدهور والانهيار،  مع اجتناب نظمها  في سلك منطقيّ  من شأنه  أن يشدّها  إلى المعقوليّة العامّة التّي يخضع  لها الكلام  العاديّ .

وقد ترتّب على هذه الطّريقة في الكتابة عدول النصّ في معظم سياقاته عن  النّسق المنطقيّ العامّ في صياغة الجملة . وهو ما أدّى إلى إنشاء سلاسل من الجمل النحويّة ظاهرا  لكن تخلو من بُنًى  دلاليّة يسيرة الفهم.

ومن هؤلاء آمال موسى التي لفتت الانتباه بالمقدّمة المفاجئة  التي كتبها الأديب التّونسيّ الكبير محمود المسعديّ لمجموعته الأولى أنثى الماء بعد انقطاعه عن الكتابة قرابة السّتّين عاما.والقصيدة عند هذه الشّاعرة تتّخذ شكل الانفجار فتطير نواتها الدّلاليّة مزقا وتتناثر في فضاء الخطاب على هيئة “فونتاسمات” (Fantasmes  )  تتجسد في ضروب من الوقدات تلتمع في الذّهن دون سابق إنذار. وهو ما يجعل المكوّنات الدّلاليّة للخطاب يتوالد بعضها من بعض.وغالبا ما يكون ذلك داخل حيّز حقل واحد أو عدد قلبل من الحقول.وفي ذلك دليل على تماسكها.

ومنهم الهادي الدّبّابي الذي يغلب على شعره الطّابع الوجوديّ لكنّه يتنزّل في إطار عربيّ إسلاميّ يقرّبه من التّصوّف. وهذا ماثل في احتفائه المكثف بالنّور والرّوح والقلب والصّلاة وفواتح السّور القرآنيّة والدّلالات الرّمزيّة للخطّ العربيّ والرّغبة في التحوّل إلى حواسّ للاقتراب من الحقيقة السّرمديّة والحنين إلى عواصم الشّرق الأقصى الإسلاميّة كبخارى وسمرقند

ومنهم عبد الفتّاح بن حمّودة الذي  أخذ أيضا بمبدئي  الأولويّة المطلقة للإيحائيّ  على التّصريحي ّ والإبحار في خضمّ الذّات والغرف من الحلم والخيال واللاّوعي. لكنّ نصوصه تميّزت عن كتابات رفاقه بضرب من المِخْيال النّباتيّ  يتألّف من شقّين متقابلين : أحدهما يحاكي في صورته جنّة النّعيم وللآخر كلّ مواصفات الجحيم الأرضيّ. وقد تجسّد ذلك على صعيد الخطاب في تداخل سجلّين متقابلين . وهو ما وسم شعره بطابع موغل في السّرياليّة لعلّ دلالته الأولى عند منشئ الخطاب هي أنّ الواقع في تأزّمه قد تجاوز الخيال . وهكذا يلوح عبد الفتّاح بن حمّودة واحدا من الشّعراء التّونسيّين الأكثر استيعابا لمرحلة انهيار الإيديولوجيات وقيام النّظام العالميّ الجديد وتأثّرا في مستوى أساليب الكتابة بنتائجهما الكارثيّة على الصّعيدين المحليّ والعربيّ . وهو أوّلا وآخرا أحد المبشّرين بثورة المثقّفين المهمّشين أولئك الذين قادوا ثورة الرّابع عشر من جانفي 2011 ولم يجنوا فوائدها .

ومن هؤلاء نزار شقرون الذي  استثمر في شعره اللّون الصّوفيّ لكن وفق الأسلوب التّسعينيّ الذي يؤثر  تصوير المناخات على معالجة  الموضوعات والتشظّي على البناء الشّجريّ و الدّلالات الإيحائيّة على الدّلالات المرجعيّة  والغرف من ينابيع الخيال والحلم واللاّوعي بدلا من الانضباط لتوجيهات المفكّرة أو الانسياق وراء انسياب العواطف الجيّاشة .ثمّ استبدل في مرحلة لاحقة  المُناخ الصّوفيّ بمناخ واقعيّ، لكن مع السّعي إلى  تصوير ما ينطوي عليه من قبح جماليّا،  على الرغّم من كونه نقيضا للجمال الذي لا يكون تصويره في القصيدة وفي الفنّ عامّة كما قال  بول قوقان   بالضّرورة جميلا.

ومن هؤلاء عادل المعيزي الذي  ذاع صيته في الأجزاء الجامعية بقصيّة مطوّلة عنوانها”وطّان القصيدة” تتوزّع على توجّهين متباينين :  أحدهما ملحميّ مستقبلىّ قِوامه  نضال الذّات الشّاعرة  في حلبة الواقع لأجل تجاوز  الرّاهن الحالك إلى الآتي المشرق والآخر  تأمّليّ وجوديّ محوره مساءلة الذّات  لنفسها  وواقعها عن منزلتها الفرديّة ومنزلة الإنسان عامّة  في هذا العالم المتحوّل  مع حيرة عميقة إزاء واقع الإنسان العربيّ ومستقبله الغامض في ظلّ تيار العولمة الجارف الذي بات يهدّد كلّ شعوب المعمورة في مصالحها الحيويّة وهويّاتها و في مقدّمتها  الأمة العربيّة.

ومنهم مجدي  بن عيسى الذي لفت انتباه الوسط الأدبيّ منذ خطواته الأولى بإحرازه على جائزة سعاد الصّباح بالكويت  وجائزة الجاحظيّة بالجزائر ثم فيما بعد  ببلوغه الدّور النّهائي في مسابقة عربية.                                    ويصوّر شعر هذا الشاعر بوجه عامّ تردّد الذّات الشّاعرة بين اليقظة والحلم ، بين الوعي واللاّوعي ، بين الواقع والخيال . وقد انبثق عن هذه الثنائيات لونان متباينان من الكتابة الشّعرية بدا أحدهما  – وهو ذو طبيعة ترجذاتيّة  – خافت النّبرة الإيحائيّة كثيف الدّلالات المرجعيّة  لارتباطه باليوميّ  العابر وانصرف الآخر إلى  تصوير أحوال  الذّات المبدعة في سعيها المضني إلى الكشف عن مظانّ الدّلالات الموحية والتقاطها وإعادة استثمارها في إنشاء نصوص عالية الشّعريّة.

ومنهم مراد العمدوني الذي كان يشدّ الانتباه في الملتقيات الشّعريّة بقصائد مطولة أضحت شهيرة في الوسط الأدبيّ منها “جنّاز البحر” و” حتّـى أعـيد اللّغة إلى فَـيْضِـيّـة العدم …”وطائر النوء”.لكنّ شعره و إن تنزّل في التّوجّه الأسلوبيّ نفسه وهو العدول المكثّف عن الدّلالات المرجعيّة فقد افترق عن شعر رفاقه بغلبة  الطّابع الفكريّ عليه  ووضوح الرّؤية فيه  .وهو ما يكون هذا راجعا إلى تخصّصه الفلسفيّ.

ومن هؤلاء الشّاذلي القرواشي الذي تحقّق له انتشار عربيّ بفضل وصوله ذات سنة إلى دور متقدم في مسابقة. ولهذا الشّاعر قدرة فائقة على صياغة الصّور المباغتة ويتّسم شعره بالتّوظيف المكثّف للرّموز المستدعاة من الأساطير الشّرقية القديمة ويطغى عليه  طابع روحانيّ خالص  يتراوح بين التّصوّف العربيّ الإسلاميّ والوجوديّة المعاصرة.

ومنهم سمير العبدلّي  الذي يكشف شعره عن ذات جريحة لكن متمرّدة . وقد قاده التّدهور المستمرّ للقيم الإنسانيّة العليا منذ قيام النّظام العالميّ الجديد و ما تبعه من تفكّك متواصل للعالم العربيّ مع الصّعود الرّهيب للتّعصب الدّينيّ إلى الاحتماء بدرع القيم السّامية التي تلقّاها في محيطه الأصليّ بالجنوب التّونسيّ .. تتعاور شعره نبرتان : الشّكوى والسّخرية .

ومنهم فاطمة بن فضيلة التي  تلوح في نصوصها  مهمومة إلى حدّ الهوس بمفهوم الإبداع الخالص .وهو ما جعلها تخوض بحثا لا ينتهي عن الطّريف والمستحدث على صعيدي الأغراض والأسلوب سواء بسواء. ولاقتناعها بأنّ الشّاعر الحقيقيّ هو الذي يتحدّث عن الأشياء على نحو مغاير للمتداول لذلك تؤسّس كلّ قصيدة من قصائدها على عنصر مبتكَر يباغت القارئ ويأخذ بلبّه.

ومنهم سلوى الرابحي التي  ظهر صوتها في السنوات الأخيرة من القرن الماضي.وقد لفتت انتباه المتابعين لحركة الشّعر التّونسيّ والعربيّ منذ بداياتها بقدرتها على تجريد الصّورة وتنقية  العبارة من الدّلالات المرجعيّة المبتذلة وبميلها إلى إيثار الإيماء على التّصريح ونزوعها إلى المكوث  في ردهات القصيدة داخل مُناخ واحد.وهي من الشّروط  الدّنيا الضّروريّة لما غدا يسمّى إبداعا شعريّا .

ومنهم سعيف علي الظريف الذي تندرج محاولاته الشّعريّة بوجه عامّ في ما يعرف ب” شعريّة الأشياء”.وهي لون من كتابة الشعر أسّسه الشّاعر الفرنسيّ فرانسيس بونج (1899 – 1988 )يقوم على التقاط الموحي والمفارق من تفاصيل الأشياء. تزدحم قصائده بالصور المباغتة المربكة و تكشف في مستواها الدلالي عن صفتين تبدوان متعارضتين: هشاشة نفسيّة بالغة شبه طفوليّة و شعور قويّ بالتفرّد.

هذه فكرة عامة موجزة عن هذه الموجة الشّعريّة التي كان لها حضور قويّ في التّسعينات والعشريّة الأولى من هذا القرن .وما الشّعراء الذين أشرنا إليهم سوى أسماء  قليلة من الشّعراء الذين نسبوا إليها ، لأنّ عددهم ناهز، حسب دراسة إحصائيّة قام بها بعضهم، الأربعين شاعرا وشاعرة.

طبعا  توقّفت هذه الموجة بعد زوال الظروف التّاريخيّة التي أدّت إلى ظهورها. لكنّ التّجارب الفرديّة لشعرائها قد استمرّت وان اختلفت المسارات بحكم التّقدّم في السّنّ والملابسات التي حفّت بتجربة كلّ واحد وواحدة في المرحلة اللاّحقة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*