ما أتعسَنا حين ندَّعي الفرحَ : شعر: ريتا الحكيم – اللاذقيَّة-سورية

ريتا الحكيم


في رأسي رجالٌ وسيمون..
يوكلونَ لنسائِهم مقاليدَ الحكم،
ويتمرَّغونَ في أحضانٍ غريبةِ اللسانِ.
*
في قلبي رجالٌ عاطفيُّون..
كلَّما خفقَ قلبي لواحدٍ منهم يبكون،
ويبلِّلونَ سراويلَ الأرقِ.
*
في قصيدتي عشاقٌ كثر..
يطرِّزونَ هوامشَها بخيباتِهم وانكساراتي.
*
في جيبي أحلامٌ..
أخفيتُها عن عيونِ الطُّغاة؛ فغدت قبيلةً مِنَ الكوابيسِ،
واتَّهموني بالجحودِ حين عبرتُ الأزرق المالحَ..
*
في ذاكرتي أمَّهاتٌ..
يخبزنَ من قمحِ قلوبهنَّ أرغفةً بطعمِ الحُبِّ.
*
في البالِ والخاطرِ امرأةٌ تشبهُ أمِّي..
تلثغُ حرفَ الرَّاء منِ اسمي؛
فتهوي بقيَّةُ الحروفِ في حُضنِ حنينٍ
يتوقُ لأناملَ كانت تُعيدُ ترتيبَها بعنايةٍ فائقةٍ.
*
لم أعد أخشى الانزلاقَ في هاويةِ الكتابةِ عنكَ..
ما أدوِّنهُ هُنا ليس إلا سكاكرَ أعوِّضُ بها نقصَ السكَّرِ في دمي.
*
تخونُني الذَّاكرةُ حين أتهجَّى ملامحَكَ،
قالوا عنِّي عمياء لأنَّني لا أقرأ نبضَ الوطنِ الغائبِ عنَّا
في عينَيكَ..
لا أصلحُ الآن إلا لقراءةِ علاماتِ الاستفهامِ
في تضاريسِ وجعكَ..
مَن أنا؟
مَن أنتَ؟
وهذه البلاد التي أحرقتنا في مواقدِ الحربِ،
ولم تطفئْنا.. هل ما زلنا نهواها؟
*
القصيدةُ خيمةُ نزوحٍ..
أنجبنا فيها أوهامًا..
بنَينا من برودةِ الدَّمِ في عروقِها قصورًا من ورقٍ،
وجعلناها فتيلَ شوقٍ لوطنٍ جديدٍ يُشبهُنا.
*
ما أتعسَنا ونحن ننقلُ رُفاتَ أحزانِنا من قصيدةٍ
إلى أخرى!
ما أتعسَنا! ما أتعسَنا!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*