لابدّ أن نقول للمحسن أحسنت بل أبدعت: بقلم :الشاعرة سعيدة النّصري من دقاش – تونس

للمرة الثانية أكتب عن مهرجان ثقافي. الأولى منذ سنوات بأسى ومرارة وهذه المرة بأمل وحلم ورضى , وأعني ” مهرجان مشارف الشعري ” الذي انتظم في المركز الثقافي والرياضي بالمنزه السادس  بالعاصمة وفي ظرف وبائي استثنائ وليوم واحد  وبإمكانيات متواضعة. ومع ذلك نجح وعاد كل المشاركين بأجمل الانطباعات وبالأمل والحلم بعد أجمل من اليوم ..

بالإرادة والانضباط والعقيدة الإبداعية الراسخة ..والرؤية الواضحة للإبداع ودوره ورسالته ..قد نجح. وهذا يحسب لفريقه وعلى رأسهم أستاذنا الجليل محمد الصالح بن عمر الذي كان مايسترو بحق يقف على كل كبيرة وصغيرة وبجدية تدعو للإعجاب وبأريحية ما أحوجنا إليها وبتواضع بديع ..

وكم أبهجني ذلك لأنني كنت دوما أتوق لعمل ثقافي بديل بعيدا عن “” قيم العولمة والتسويق لثقافتها التجارية “””” الثقافة قيم وحلم وتوق ومشروع مغاير للسائد والبائد ليس شعارا ولكن ممارسة تنهض بالشأن الثقافي وتحمل بذرة الحلم لنواة مشروع ثقافي بديل شفاف و ديمقراطي “”” نعم ديمقراطي .. وحرّ ووطني  وغير مكرس لأسماء بعينها , ولا يتماهى مع السياسي بل يعارضه ويناهضه ويشاكسه .. مشروع لا يقصي أي مبدع تونسي في أي شبر من هذا الوطن العزيز .. مشروع لا يحس فيه مثقف بالغبن ويعامل الجميع على قدم المساواة .. ولأننا نتحدث عن الفكر والإبداع تحديدا فلابد أن نتحدث عن الكيف وليس الكم ..اختيار دقيق , ووقت متساو لكل الشعراء .. وكل يتحمل “”وزر نصه “” ودقة وانتباه , ولحظات شعرية وشاعرية مبهجة ومضيئة بألوان قوس قزح , عمل جماعي كخلية النحل ما أروعه , كل له دور محدد وبحرفية , بل بإبداعية جميلة فالإبداع لابد وأن يكون ثقافة لأنه إبداع فكرنا وما نطمح  إلى تحقيقه لننهض بهذا الوطن الجميل ولنعيد له خضرته .. وحتما البداية لابد أن تكون ثقافية وهذا ما لمسته في هذا المهرجان العالمي شعريا ف إن  لم يحضر شعراء العالم فقد حضرت قصائدهم.

ألف شكر وألف تحية لك أستاذنا د محمد الصالح بن عمر وفريقك المتناغم ومتعك الله بالصحة وأمدّ في أنفاسكم ودام الألق والعطاء .قطعت 900 كم ذهابا وإيابا في يوم واحد ومع ذلك لم أتعب بل عدت سعيدة وتملؤني الغبطة .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*