حتميّةُ التّلوّنِ: سعود سعد آل سمرة – الطّائف – السّعوديّة

يستنير عقلك كقنديل سماويّ، حين تتنفّس الأمل، قبل أن تلفظك نشوة الخديعة لمرّةٍ لن تكون الأخيرة.

لا بأس أن تستشعر أيّ لذّة، حتّى لو أوديت بنفسك إلى حافة التّلوّن. إذ لا غنى لك في هذه اللحظة القاسية، عن التفتّت والتّحوّل برغبة صادقة، إلى ملايين من الكلمات، وإن شئت البلّورات الضّوئيّة.

كي تجتاز حتميّة التّعفّن بسرعة الضوء، عليك أن تختار بين أن تعشّب في الماء، عاريًا تحت رحمة الزّمن، أو أن تحترق روحك الصّافية، في زيت المصباح السّحريّ الذي استعرته سلفًا، من عينيْ ساحرة، أطلّت من نافذة سرّيّة ومنّت عليك بإيماءة مدهشة، لن تفهمها يا غرير إلاّ بعد انطفاء اللّهب في كوّة التّاريخ، وفات الأوان.

فمن البؤس، أن تحجب عينيك عن ماء الحقيقة القريب، متطلعًّا إلى التّخوم البعيدة، تسترق النّظر من جرف الحرف إلى جسدها البضّ، تشتهيها بشدّة في كلّ مرّة احتاجت إلى الغمر، بتدفّق نهر الكلمات.

هكذا تلوّثّتَ بمعناها، ولن تعترف لنفسك بالعشق ما حييت، ألأّنك استمرأت العيش، متدثّرًا بحجب الغموض والتّناقض؟أليس هذا هو السّخف عينه؟

أرى أنّك معذور في سفهك العتيد، إن أردت ألاّ تعتذر فامضِ بلا اعتذار، لأنّك انبثقت من تصوّرات وأخيِلة ورديّة، ولا شيء سوى الأمل تهبنا الأحلام.

هي ساحرة لأنّ في مكنونها، انطوى أكثر معنى يناقض قصّتي السّحريّة، إنّها ليست حبيبتي فحسب، بل تحوي نقيضي الذي أشتهي قتله، ها هو يبتسم فاهيًا ينتظر طعنة الرّحمة ليستريح، لكن هيهات! لن أمُنَّ بها ، لأنّها حقيقة مؤجّلة مع غيرها من المؤجّلات، إلى حين نضوج القصّة، ويا له من انتظار مملّ.

ما تزال هذه الأسطورة محرّمة، ألأنّها دافئة ومعشّبة ولذيذة؟

وغالبًا تستعر الحرب إذا غضبت، ويقلق المكان إذا توترت، فما الذي يمنع احتفائي بها، إذا وجدتها أوّلًا؟

وفي أيّ صدفة، يمكن أن تنضج الثّمرة المشكلة  ما دمت بحاجة إلى السُكَّر؟
لا أدري، أنت ستظلّ قابعًا تحت خيمة متى، الشبيهة بحتّى المعضلة، حتّى تستدرج الشّمس في كسر البيت يومًا ما، فهل عرفت هذه الحقيقة، قبل أن تكون مجازًا؟ .

حتّى لو احتفلوا مرّة بالنّصر، لن أستسلم، هناك فرصة قادمة، سأختبئ يا صديقي في أيّ مَخْبَإٍ ، حتّى يتحسّن النّظر، لأعرف متى.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*