نجمُ البحرِ النّازلُ إلى المدينةِ: عبد العزيز الحيدر- بغداد -العراق

عبد العزيز الحيد


ليسَ عليكَ سوى الالتفافِ على نفسِكَ
أذرعُكَ الهشّةُ
أذرعُكَ التي لا تعرفُ الحُبَّ .. كمْ من حبيباتٍ احتضنتْ من غبارِ الوهمِ
لمْ تكُ العجلةُ تتوقّفُ
كمْ جرّدْتَ من هياكلِ فساتينَ
أيّها المنتفخُ من الملحِ ….من المياهِ الغارقةِ في الوهمِ
أيّها المنبعجُ في المرايا المقعَّرةِ
والذّكرياتِ الممزَّقَةَ الأغلفةِ
أيّها القعريُّ المهمَلُ
لا تحاولْ صعودَ المَرْكبِ…

فعمّالُ النّظافةِ سيدفعونَكَ قبلَ غيرهِمْ
بمكانسِهمُ الغليظةِ …

المكانسِ الموروثةِ من عصورِ الفايكنغِ
سيدفعونَكَ ثانيةً إلى البحرِ
لا تحاولْ تسلّقَ واجهاتِ المعارضِ
ما هنَ سوى – مانيكاناتٍ- جبسيّةٍ
أيديهنَ مثلُ يديكَ
هشةٌ
مركّبةٌ…
هنَ أجزاءُ مهملةٌ من روايةِ السّوقِ
الرّوايةِ المرعبةِ
عنِ البقرِ الذي غزا الشّوارعَ الرّئيسيةَ

والحديقةَ اللّعينةَ العالقةَ بالذّاكرةِ…..
لا تمدَّ رجْليكَ
أو ذراعيكَ
إلى بوّاباتِ البناياتِ الشّاهقةِ ….
هي حصّةُ المرموقينَ…المرموقينَ جداً
الذينَ يُعالَجونَ على الدّوامِ من الأمراضِ الزّهريةِ….

المزمنةِ منها وتحتَ السّريريّة ِ
البناياتُ الشّاهقةُ بحاجةٍ إلى أنفاسِ طويلةٍ…

لا تهلَعْ…فالقلوبُ صلبةٌ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*