سبع قصص قصيرة جدّا : لمحمّد بوحوش – توزر – تونس

محمّد بوحوش

شـيء

صاح الزّوج: “لقد فقدته إلى الأبد… لقد فقدته!؟”

تجمّع أفراد العائلة حوله، وظلّوا يواسونه ويسألونه عن الشّيء الّذي فقده.

في كلّ مرّة يجيبهم: “لقد فقدت ذاك الشّيء….”

ذاك الشّيء الّذي لا يسمّى…

حوار بينهما

ذهبا معا إلى البحر.

– هو: نزع ثيابه.

– هو الآخر: نزع ثيابه أيضا.

– هو:شرع يسبح على طرف الشّاطئ.

– هو الآخر: اختفى تماما، ولم يعد يظهر.

– هو: سبح ثمّ لبس ثيابه.

– هو الآخر: على مقربة منه لم يسبح، لكنّه لبس ثيابه.

هو: نظر إليه،وقال:”يا لك من ظلّ!”

– هو الآخر: نظر إليه، وقال له: “يا لك من رجل أحمق!”

المهمّة الصّعبة

طرق خفيف بصوت الحنين على باب غرفته بالنّزل… يفتح الباب: امرأة بسحر آخر وقوام رشيق…

– هي: تستأذن بالدّخول، فتدخل، وتقول إنّها صحافيّة، ثمّ تقدّم هويّتها له.

– هو: ينبسط لحضورها، وفي خاطره لقاء صحفيّ…

– هما: منسجمان كما لو أنّهما تعارفا منذ سنين.

تؤجّل المقابلة الصّحفيّة إلى حين… تطفأ أضواء الغرفة… يتعانقان، ثمّ يدخلان فيما يشبه المستحيل…

-هو: قبل أن يرتدي ملابسه، ويشعل الأضواء، تقبّله طويلا، ثمّ تهديه طلقة بكاتم صوت…

يهوي على فراشه مضرّجا بدمائه.

– هي: تعتقد أنّها قد أجّلت قضيّته لعقود أخرى، ثمّ… تعود إلى غرفتها بعد إنجاز مهمّتها الصّعبة.

فرح ملطّخ

بعد جهد أنهت اللّوحة. وضعتها جانبا في مرسمها ثمّ انصرفت لأمور أخرى.في المساء جاء ابنها الصّغير… غمّس الرّيشة في قنّينة اللّون الأسود، وجعل وسط اللّوحة لطخة سوداء…

هي أسندت للّوحة اسم ‘سيمفونيّة الفرح’، فكانت زاهية الألوان ربيعيّة…

حين اكتشفت ما قام به ابنها، انزعجت وغضبت…فكّرت مليّا، تركت اللّوحة كما هي، وهي تكتم في داخلها غيظا.

… يوم العرض تفاجأت بأنّ لوحتها تلك قد حقّقت أغلى الأثمان بسبب تلك اللّطخة…

تلك الّتي تشي بأنّ فرحا ما يعتريه سواد؟ …

الكلب المريض

لم يعد كلب السيّدة “ميم” ينبح. صار يبكي وهي في حيرة من أمره. ترى ما الّذي حدث للكلب؟ اقتنت له أدوية وصفها لها الطّبيب البيطريّ فلم يشف. أنعمته بشتّى أنواع المأكولات لكنّه ظلّ حزينا، يبكي ولا يأكل. توجّهت إلى عيادة الطّبيب النّفسيّ.. شرحت له شأن الكلب. وصف لها دواء يسيل اللّعاب، ويبعث على البهجة…ناولت الكلب الدّواء، فتغيّر حاله، وصار يضحك باستمرار…

…هي أيضا تناولت جرعة من دواء كلبها، وصارت مثله تضحك…

شماتة إبليس:

دخل إبليس الجنّة بعد عفوربّانيّ خاصّ…

وقف مذهولا!… ثمّ أوقد فيها النّار.

مفتاح الشقّة:

امرأة بفستان أخضر… تتأبّط معطفها… تصعد الدّرجات خطوة… خطوة…

رجل متلصّص، يرمقها من أسفل.

المرأة تتفقّد جيب معطفها، تبحث عن مفتاح الشّقّة.

الرّجل يصعد الدّرجات بسرعة، يسلّم المفتاح للمرأة.

المرأة ذاهلة!: تؤوّل المشهد، تدخل غرفتها… تنزع الفستان، وتدخل بيت الاستحمام.

الرّجل المتلصّص يدخل غرفة النّوم، يخلع حذاءه وسترته، يتمدّد على السّرير

في انتظار المرأة الّتي تستحمّ في خياله الأبيض…

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*