ما يَزالُ لديَّ عمَلٌ : شعر: مازن أكثم سليمان – دمشق – سورية

مازن أكثم سليمان

 

كما لو أنَّني أُحرِّكُ السُّنونواتِ

بأطرافِ أصابعي

أُطيِّرُ شَعرَكِ الصَّباحيَّ

ثُمَّ أُسَرِّحُهُ كالمَرْجِ

عُشبةً عُشبةً يستيقِظُ الجَمالُ

وتَتغلغَلُ الأنسامُ بينَها

أَسْرَى في عُهْدَةِ الجُنون.

/ أنا الأُرجوحةُ

وأنتِ الطِّفلَةُ التي أرسَلَها اللهُ لي

كيْ يظَلَّ لديَّ عمَلٌ /

المَطَرُ يُسْدِلُ المَعنى بطَريقتِهِ

على وَجهِكِ المُبلَّلِ في الشُّرْفةِ

الأنهارُ أذرُعُ البَحْرِ المَقلوبةُ

أُرْسِلُها كيْ تُدَغْدِغَ رَحِمَكِ المُشْمِسَ

فتعودَ مُحمَّلَةً بدُموعٍ تدَّعي أنَّها أجنَّةٌ.

…ف هل رأيْنا قلبيْنا من جَذرَيْهِما فعلاً..؟!!

إذن؛ لماذا لم نُمزِّقِ السَّماءَ الواطِئةَ

ونَختبِرْ بأيَّةِ لُغةٍ يَنطِقُ قوسُ قُزَحَ..؟!

سأفترِضُ دوماً أنَّني وجدْتُ حلّاً

اللَّمسَةُ قدَرٌ قلِقٌ

والمُخيِّلَةُ غُزلانٌ تجتَهِدُ في هَرْوَلتِها:

( أَختبِئُ خلفَ المِرآةِ

وأترُكُ شفتيَّ الضّاحكتيْنِ فيها

تَتفاهَمانِ مع شفتيْكِ ).

لنْ أُغاليَ في مَديحِ الأمَلِ

على الأقلّ:

لنْ أَدُقَّ مِسماراً كي أُعلِّقَ الكِنايَةَ على الحائِطِ

سأُراقِبُها وهيَ تُرفرِفُ

كعُصفورٍ يُكافِحُ بلا هَوادةٍ بينَ جفنيْكِ.

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*