زربيةٌ فاخرةٌ : جانيس مونتوليو – شاعرة من الأورغواي – ترجمة : محمّد صالح بن عمر بالاشتراك مع ابتسام ساسي

11091324_10206159668815893_6202318855158362565_n

جانيس مونتوليو

dl6_20100811_05151-final

 

سأنسجُ زربيةَ خَشْخاشٍ  بيضاءْ

كبُرْقُعِ  عروسِ  غَيْداءْ

أمدُّها بين البحارِ والسّماء

سأنسجُ زربيةَ خشخاشٍ يَقَقَةْ

تحملني إلى بيتكَ منطلِقةْ

 وتحُطُّ بي في حديقتِكَ الرّائقةْ

الفائحةَ بشذى الياسمينْ

 و بعَبيرِ الزّهورِ عَبِقةْ

  فأرقصُ بين أشجارِ الخَوْخِ  الشّوْكيِّ والأُتْرُجِّ

 مزهوّةً  طلِقةْ

على الأعشابِ الزُّمُرُدّيةِ الخُضْرِ

في غمائمِ الهوى الغٌبْرِ

يضيعُ وِدادُنا بين القراميدِ الحُمْرِ

 

سأنسجُ بين الجبالِ والهضابِ والقِمَمِ الحادِرةْ

و السّفوحِ المنحدِرةْ

زربيةً من النّجومِ الزّاهرةْ

إلى عريشكَ تحملُني

 وبجوارِكَ تُجلسني

فيلتئمُ على مقعدِكَ الأزيليِّ شملُنا

ونكتبُ قصائدَنا

حبُّنا الذي كان خُطافًا

إلى الأصقاعِ الأخرى يهاجرْ

هاهو يولدُ في سماءِ الرّبيعْ

 ولن يغادرْ

 

سأنسجُ زربيّةً  فاخرةً من الخشخاشِ والنّجومْ

تحملني إلى بابِ قلبِكَ … الرّؤومْ 

 

شروح لغوية :

غيداء : ناعمة

الحادر :الشّاهق

الأزيلي : تعريب صوتي لazalée

 

تعليق : محمّد صالح بن عمر:

 

هذه قصيدةٌ أخرى تطرق فيها صاحبتها موضوع الحبّ المسمّى “حُبّا- توقًا” ( Amour-aspiration ) . وهو الذي يحلم به  شخص ما  لكونه محروما منه في الهُنا-الآنَ.وهنا يثار سؤال  لا بدّمنه : هل الذّات المتكلّمة في النّصّ هي نفسها الشّاعرة أم هل هما شخصّيتان مختلفتان ؟ لكنّنا في هذا المقام  ليس بين أيدينا أيّ دليل يمكّننا من الإجابة عنه بالإيجاب أو بالنّفي .لذلك نكتفي بملاحظة الطّبيعة الاستباقيّة لهذه القصيدة التي جاءت متضمّنة برنامجا  ينتمي  عمليّا إلى   اللاّ واقع ،إذ يقصر عن تطبيقه  كلّ طموح بشري ولا تقدر مبدئيّا على تحقيقه  إلاّ إله أو  إلهة .ولمّا كان الأمر يتعلّق هنا بأنثى لا بذكر  فإنّ هذه الأنثى أي الإلهة ، كما تتبدّى من خلال القصيدة ، أرضيّة ومخلوقة  مثلنا من لحم ودم  و إن كانت تختلف عن النّاس العاديّين  بملكات التّخيّل والحدْس والحساسية الخارقة  التي تتمتّع بها .وهو ما مكّنها من خلق هذا العالم السّحريّ المدهش  الذي يبعث على  الإعجاب والذي يصحّ أن نسمّيه ” مملكة الحبّ “. ومرّة أخرى يلفتنا  عند جانيس أنّ العشيقين اللّذين تتحدّث عنهما في شعرها شاعر وشاعرة .وهو ما لم نره شخصيّا  في تاريخ الأدب العالميّ قديما وحديثا ولعلّه لم يوجد بتاتا أو وجد عند بعض الشّعراء المغمورين و المجهولين الذين لم تسجّل مؤرّخو الأدب أخبارهم .من ذلك مثلا أن أفريد دي موسي  (  Alfred De Musset ) كان شاعرا لكن جورج سوند  ( George Sand ) التي أحبّها من جانب واحد كانت روائيّة .وكذلك شأن لوي أراقون (Louis Aragon ) الذي أحبّ ألزا تريولي ( Elsa Triolet ) وكانت روائّية أيضا ، حتّى لكأنّ الشّاعر  يمتنع عليه لأسباب مجهولة ربّما تكون نفسيّة  أن يحبّ شاعرة  ، كما أنّ المرأة الشّاعرة قد تكون غير مهيّأة نفسيّا للوقوع في حبّ شاعر .وهو موضوع بِكْرٌ يدعو إلى التّفكير والبحث  .فشكرا لك جانيس على هذه القصيدة البديعة الرّائقة .

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*