غزالي الصّغيرُ يَشْكو العَضَّاتِ الثّعلبيَّةَ : شعر : جوانا إحسان أبلحد – شاعرة عراقيّة مقيمة في ملبورن – أستراليا

جوانا إحسان أبلحد

 

كيفَ تَوَرَّطَ غزالي مَعَ ثعلبِهِ ..؟!
ليتني أتذكَّرُ .. ليتني أدري ..
يا مُرَّ الجَهَالةِ، بساعةٍ توَّاقةٍ لِحَلْوَى الجوابِ السّديدِ..!
غزالي رُؤايَ ،
حفيداتُ القطنِ يَسْتَحِمِمْنَ في بُحَيْرَةٍ قُدْسِيَّةٍ
غزالي أنايَ ،
عَرَبةٌ برونزيَّةٌ يَجُرَّها حِصانٌ مُجَنَّحٌ
غزالي فنايَ ،
عناصرُ التّرابِ الودودِ بأصيصِ النّرجسِ
:
يا أُختَ الثُريَّا،
كيفَ لم أذْعَن لنُصْحِكِ؟!
قُلتِ: للثّعلبِ أنيابٌ مُدَبَّبَةِ النّوايا
قُلتُ: لَكِنَّ ذيلَهُ ناعمُ الأوقاتِ
وانصَرَمَ اثنا عَشَرَ ناباً على غفوةٍ خريفيَّةٍ
أيُّ مَرْهَمٍ الآن يُرَيحُ أنَّاتِ الصَّحْو؟!
:
مسكينٌ غزالي الصّغيرُ..
يَسْرَحُ بحديقةِ البُكاءِ هذهِ السّاعةَ
يَشْرَبُ مِنْ بِرْكةِ التّأمُّل بمْلءِ الكآبةِ
جَسَدهُ مُنْهَكٌ مِنْ عَضَّةٍ ربيعيَّةٍ
وَقَرْناهُ الفاتنان يَتأمَّلان سايكولوجيَّةَ صديقِهِ الثّعلبِ ..

على طاولةٍ شتويَّةٍ ،
ثعلبٌ بنفسِهِ قطَعَ ذيلَهُ، آثَرَهُ فروةً على كَتِفِ الغزالِ !
على طاولةٍ صيفيَّةٍ ،
ثعلبٌ شَحَذَ عِرْقَ المَكْرِ، انْدَسَّ ذيلاً هادماً بحقولِ الغزالِ
فيا سيبويهِ الفصولِ , فَسِّرْ ازدواجيَّةَ الأصابعِ..!
:
يا أُختَ الثُريَّا،
يَرْتَجِفُ أنايَ..
أخافُ ثعلبَهُ حتّى انحلالِ الرُكْبَتيْنِ
للماضي رُكْبَتان ،
ارْتَخَتا ندماً على نهاراتٍ بليدةٍ
للحاضرِ رُكْبَتانِ ،
تَرْتَخيان خوفاً على صنوبرةٍ فتيَّةٍ
وَللمستقبلِ رُكْبَتانِ ،
سَتَرْتَخيان احتضاراً، لو فَتَكَ ثعلبُهُ بمَدْجَنةِ الوجْدانِ !

30 / شباط / ألفين وَنوايا ثعلبيَّة
:

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*