وداعًا جاكي كَرْمُونْدَا ماغِي ، نَبْكيكِ لكنّنا لن ننساكِ أبدًا

 

علمت  صباح السبت 15  سبتمبر/أيلول 2018  بكثير من الأسى وفاة أختنا الشّاعرة ابنة إمارة موناكو جاكّي كرموندا ماغي التي كانت في السّنوات العشر الأخيرة من أبرز أعضاء منتخبنا الشّعريّ العالميّ وقد كتبتُ عن شعرها من التّعاليق النقديّة ما يملأ كتابا كاملا وشرعت منذ بضعة أشهر في جمعها ضمن ركني “أرشيف التّعاليق النّقديّة لمحمّد صالح بن عمر “.وكنت  منذ بضعة أيّام سأقترح عليها حوار ا  عن تجربتها الشّعريّة لمجلّتنا “مشارف”. لكنّ الله اختارها لجواره.
رحم الله الفقيدة رحمة واسعة وأسكنها فراديس جنانه. وبهذه المناسبة الأليمة يدخل هذا الفضاء الأدبيّ العالميّ وكلّ المجموعات والمواقع الألكترونيّة المتّصلة به في حداد لمدّة ثلاثة أيّام.

من هي أختنا الشّاعرة الرّاحلة جاكي كرموندا ماغي؟

ولدت كرموندا ماغي في 11 ديسمبر/ كانون الأوّل ببوسولاي(موناكو).في شعرها تقدّم نفسها بأنّها” لعوب،حكّاءةُ خرافاتٍ، فكاهيّةٌ، هجّاءةٌ أحيانا”. وهي تتميّز خاصّة بالإستراتيجيا القارّة التي تتّبعها والتي تقوم على تقمّص شخصيّاتها على طريقة الممثّلين بغية تصوير الذّات البشريّة من الدّاخل بكلّ ما تتّصف به من تعقّد .وبوساطة هذه التّقنية الإخراجيّة تراها تتلبّس بشخصيّة متكلّم أو متكلّمة أو راوٍ أو راوية، كما لو أنّها تريد تحريكها من الدّاخل لكنْ مع الحرص على عدم التّماهي معها.وهو ما يجعل الجانب الأساس من شخصيّة الشّاعرة في الخفاء و إن كان اختيار الشّخصيات والأوضاع التي تقحمها فيها يكشف بعض الشّيء عن طريقتها في التّفكير ورؤيتها للذّات والآخر والكون .وقد يكون هذا هو الذي جعلها تقول :” شخصيّاتي تقودني أحيانا،/ ناسية أنّي أنا رئيسة الجوقة”.والخصيصة الرّئيسة للشّخصيات التي تتقمّصها سواء أكانت مستدعاة من الواقع أم محتملة الوجود أنّها من الصّنف الذي يصادَف في حلبة الحياة ويكون سلوكها مفارقا للمعتاد ( عاشق ولهان مجنون – امرأة نسويّة متطرّفة – امرأة في تنافر تامّ مع محيطها…الخ …).من ناحية الشّكل الفنّي وتمشّيا مع التّقنية المستخدمة تتميّز قصائد هذه الشّاعرة بالمَسْرَحة والتّسريد والاستعمال المكثّف للتّفخيم دون أن يدخل ذلك ضيما على شعريّتها التي تبقى تامّة الشّروط بفضل نسيجها الإيقاعيّ المحكم والصّور الرّائقة التي توشحّها.

أمثلة من قصائدها :

(1)

أبوحُ لك

أنتَ أميرٌ في حياتي
و ملِكٌ في قلبي
كلّما اقتربتُ منك ارتبكتُ
واضطربتْ حركاتي
وليس لي ما أُعطيهِ
فقد نسيتْني الحياةُ
رغم أنّي عند ميلادي
مُنِحْتُ اسمًا من ذهب.
ولا غنًى عندي غيرُ حُبِّكَ
الذي بعد أن تلقّيتُه منك
أبادلُكَ إيّاه
أنتَ مرآتي
وانعكاسي المتوهِّجُ
فأكونُ جميلةً حين أنعكسُ في عينيكَ
وليس لي أيُّ طلبٍ
ما دمتَ أنتَ هنا
الهديّةَ التي أُعطِيتُ إيّاها
إنّي أصفحُ عن الحياةِ
لأنّي وإيّاكَ لا نزال في بدايتنا
ولأنّ حياتي لم تنطلق إلاَ الآن
ولأنّ المستقبلَ كلَّ المستقبلِ لحُبِّنا
بعضُ الهمهماتِ وحالاتِ التَّيْهِ
كانت توحي إليّ بأنَ الحياةَ تافهةٌ
لكنّي بهذا لحبِّ الجنونيِّ الذي أَكِنُّه لكَ
أدركُ اليومَ جيّدا قيمتَها
لقد جئتُ إلى ذي الحياةِ لغايةٍ مرسومةٍ
هي الاقترابُ من إحدى الأرواحِ المتسامحةِ وقطفُها
فعثرتُ على هذه الرُّوحِ الممتازةِ
التي ما أكرمَها يا أميري وملِكي الطّيِّبَِ
كم أريد أن أهبَ نفسي لدفءِ ذراعيكَ
وكم سيُتْعِبُ الحُبُّ الذي نتقاسمُهُ
البداهةَ نفسَها
ولن يقدرَ الفجرُ الوليدُ
على فكِّ الرّوابطِ التي عقدها اللّيلُ بيننا
فلنتحابَّ إلى حدِّ الولَهِ
ففي موتِنا الصّغيرِ
لن نموتَ من العِشقِ
لأنّ حُبَّنا سيستمرُّ إلى الأبدِ
إنّ اللاّنهايةَ هي مطلبي
فلْتتبعْني
من أجلِ كلِّ هذا الحُبِّ
الذي تريدُ أن نحياهُ
وها إنّ الزّمنَ والأفقَ ترتدُّ حدودُهما
لأنّ الحياةَ تهَبُنا حُبًّا
لا يصادَفُ إلاّ في جنّاتِ الخُلْدِ
*****************************

(2)
لماذا نموتُ على وقعِ غناءِ الحبّ؟

 

حين تسيلُ عواطفنا دفّاقةً
في محيطِ كلماتنا الهادرْ
حين تشتدّ العواصفُ
وتعلو الأمواجُ الذُّرَى
وتتوالى للمرّة الخمسين هادرةً
وللمرّة الأربعين زائرةَ :
إني أريد أن أكونَ
الصُّراخَ الصّاعدَ من كلِّ السّمفونياتِ
أن أكونَ
الانفجارْ
وأوجَ الهذيانْ
وقمّةَ الإشعاعِ والإشراقْ
أريد أن أذوق
من كلّ أطباقِ الحياة المُمتعةْ
أن أسيلَ رقراقةً في هدوء البحيرةْ
أن أحسّ أنّي في قلبِ كلِّ الزّوابعْ
أن ألعن نفسي إن لزمَ الأمرُ
بالارتماءِ بين أحضانِ عُشّاقي
أريد أن أنقادَ
لكن …محالٌ…محالٌ… أن أتقيّدْ
أريد أن أكون حرّةً
حين تحملني الرّيحُ
الدّائبةُ الحركةِ
أن تقتنصَني جاذبيّةُ الكوكبِ
وإذا كان لا شيءَ يُوقفني
فهل ثمّة شيءٌ يوقفُ عجلةَ الزّمنْ ؟
أريد أن أُوهِنُ الثّوانيَ والدَّقائقَ والسَّاعاتِ
أن ألتهمّ الحياةَ
قبل أن تنطفئَ
أريد أن أحبَّ بكلِّ طرائقِ الحبِّ الممكنةْ
بأن أكون صديقةً
أو حَليلةً
أو خليلةً
أريد أن أحبَّ كما أحبُّ الحياةَ
في أنفاسها
وفي صراخِها
*****************************

(3)
حلم

انبلجَ الفجرُ كاسرًا للأحلامِ
فما تكونُ في غيرِ لياليّ ؟
أ تكونُ تنهيدةً ؟
أم عطرًا ؟
أم انعكاسا نورانيّا راقصا؟
أم صورةً عذبةً ؟
أم سرابًا ؟
أم ذكرى لا غير ؟
إنّ للحُلمِ قدرةَ الأهواءِ الزّائلةِ
له مداعباتٌ ربيعيّةٌ
وحَماسٌ صيفيٌّ
ونسيانٌ خريفيٌّ
وغيابٌ شِتويٌّ
انطلقْ يا حُلمي العذبَ
ارقصْ في ذي الحياةِ
ابتسمْ لمَحبّاتِكَ
أنتَ لي
في كلِّ لياليَّ
تداعبُ أحلامي
حيث لا أنسى نفسي أبدًا
الحلمُ عطرٌ
جمالٌ يُضفَى على الحياةِ
معك أرقصُ في أحلامي
معك أُمسِك الليلَ

من آخر الصّور لأختنا المرحومة جاكي كرموندا ماغي ،شاعرة إمارة موناكو، التقطت لها في معرض الكتاب بموناكو في 26 مارس/آذار 2018.

للتّعريف بشعر أختنا الشّاعرة الرّاحلة المرحومة جاكي كرموندا ماغي وحمايته من النّسيان سأخصّص لها الجزء التّاسع من السّلسلة المزدوجة اللّسان ( عربيّة/فرنسيّة): “وجوه شعريّة من العالم” .وسيشتمل هذا الجزء على ترجمة نقديّة للشّاعرة ودراسة مفصّلة لتجربتها الشّعريّة ومختارات من شعرها مترجمة إلى اللّغة العربيّة.هذا الكتاب سيصدر سنة 2009 عن دار إشراق للنّشر بتونس، كما سيصدر عنها كتابٌ ثان يتضمّن شهادات على تجربتها الشّعريّة ومسيرتها الأدبيّة يمكن أن يسهم فيه الذين واللاّئي خالطوها وعرفوها عن كثب.وسيصدر هذا الكتاب بباريس في سنة

أمثلة من التّعاليق النّقديّة التي كتبنها عن الشّاعرة المرحومة جاكي كرموندا ماغي :

(1)

هذه الطّيورُ المهاجرةُ : شعر : كرموندا ماغي – شاعرة من إمارة موناكو – تعليق : محمد صالح بن عمر:

تدلهمُّ السّماءُ
كساحةِ وغًى
بمئاتٍ بل بآلافِ الأجنحةِ الخفّاقة
كنتُ أبحثُ عمّا بينَها من تناغمٍ
كجوقةٍ بلاَ قائدٍ
جلبةٌ وأصواتٌ متداخلةٌ
في غفلةٍ من سكينةِ الدّهرِ
ادلهمَّتِ السّماءُ
أهي مهاجرةٌ لا تُفقِهُ استخدامَ البوصلاتِ ؟
أم تبحثُ عن طريقٍ مّا؟
ماذا صنعتْ بغريزتِها
التي عادةً ما تقودُها بحكمة وتروٍّ ؟
ماذا أبصرتْ فارتعبتْ
حتّى ولّتْ هكذا راجعةً ؟
على قدرِ الارتفاعِ
تتّسعُ الرّؤيةُ وتمتدُّ
وأحيانا يكونُ ذلك على نحوٍ مُربكٍ
قدمايَ المنتصبتانِ على الأرضِ
تضيّقانِ أفقي
فما أتعسني
لو كنتُ أطيرُ مثلَها
ماذا أبصرتْ فارتعبتْ
حتّى ولّتْ راجعةً ؟
أيَّ وعودٍ تلقّتْ
لتمكينِها من تغييرِ مصيرِها ؟
ماذا كان يدورُ في خلَدِهَا
وهو تطيرُ صوبَ وِجهةٍ مجهولةٍ؟
هل العشبُ هنالك أشدُّ اخضرارًا ؟
هل البشرُ هنالكُ هم الحُبُّ نفسُهُ
متجسدٌّ في شكلٍ آدميٍّ؟
لا أظنُّ فما أندرَ الطّيورَ العاشقةَ الجوّالةَ
ربّما كان همُّها العثورَ على أرضٍ تأويهَا
خارجَ أرضِها الأمِّ
خارجَ وطنِها الذي فقدتْ فيه الأملَ
وصارَ أرضًا مُعاديةً
ربّما بعضُها هاربٌ من الحربِ
وبعضُها ينقلُ الحربَ إلى أراضٍ أخرى
ربّما هي ضحيّةُ نزعةِ الإقصاءِ
المتغلغلةِ في أعماقِ بعضِ النّفوسِ
في البلدانِ المستقبِلةِ
لكنْ على أيِّ حالٍ
فكلُّ ما حُرمتْ منهُ
هو الحرّيّةُ

التّعليق

من أقوالِ الجاحظِ المأثورةِ أنّ المعاني ملقاةٌ على قارعةِ الطّريقِ.ومقصدُهُ من ذلك أنّ قيمة النّصّ الأدبيّ لا تكمنُ في محتواه الدّلاليّ بل في أسلوبه.وهو ما ينطبق كلّ الانطباق على هذه القصيدة التي يدور موضوعها على أسراب الطّيور المحلّقة .وهي ظاهرة عاديّة يبصرها الإنسان على نحو متواتر دون أن يستوقفه فيها ما يلفت الانتباه ، إلاّ أنّ الشّاعرة تناولتها في قصيدتها هذه من زاوية جديدة.
فبدلا من أن تمضي في إلقاء خطاب عالمٍ محشوّ بالمصطلحات عن هجرة الطّيور تستمدّها من مؤلّفات المتخصّصين في علم الطّيور، قد فضّلت مقاربة هذا الموضوع مقاربة ذاتيّة بتوخّي أسلوبين مختلفين: الأوّل هو صياغة الأسئلة على نحو مكثّف عن الدوافع والأغراض الكامنة وراء تجمّع الطّيور وارتفاعها معا في الفضاء ثمّ انطلاقها نحو وجهة ما ( أهي مهاجرةٌ لا تُفقِهُ عملَ البوصلاتِ ؟/أ تبحثُ عن طريقٍ مّا؟ / ماذا صنعتْ بغريزتِها/ التي عادةً ما تقودُها بحكمة وتروٍّ ؟/ماذا أبصرتْ فارتعبتْ/ حتّى ولّتْ راجعةً ؟)والآخر هو مقارنة تلك الطيور بالبشر ومنهم هي نفسها (قدمايَ المنتصبتانِ على الأرضِ/ تضيّقانِ أفقي/ فما أتعسني/لو كنتُ أطيرُ مثلَها ) قبل أن تنهي القصيدة بملاحظة عن البشر الذين يُجبَرون على ترك أوطانهم إمّا للفرار بأنفسهم من الحرب وإمّا هروبا من قمع الأنظمة الاستبداديّة.وهو ما أسهم في وصل النّصّ بشواغل راهنة على الصّعيد العالميّ ومنحه بعدا إنسانيّا (ربّما بعضُها هاربٌ من الحربِ/ وبعضُها ينقلُ الحربَ إلى أراضٍ أخرى/ربّما هي ضحيّةُ نزعةِ الإقصاءِ/ المتغلغلةِ في أعماقِ بعضِ النّفوسِ/ لكنْ على أيِّ حالٍ/ فكلُّ ما حُرمتْ منهُ/هو الحرّيّةُ ).
فنيّا قد اكتست النّصّ بفضل هذين الأسلوبين طاقة جماليّة تمكّنه من شدّ اهتمام القارئ الحصيف المتمرّس .

(2)

اُصْرُخْ بأعلى صوتِكَ : شعر :جاكي كرماندا  ماغي –  شاعرة من إمارة موناكو – تعليق :محمّد صالح بن عمر – 4 جويلية/يوليو 2014

 

“فيما يبدو ، لم يعد أيّ شيء يلهمني غير الحبّ… معذرة إن تجاوزت الحدّ…ضحك …من مجرّد حبّ  سطحيّ عابر”

كرموندا ماغي  

 

لا أسألكَ إن كنتَ تُحبّني أم لا

ولكن امنحْنِي فقطْ

الحبَّ الذي تفيضُ به إحدى نظراتِكَ

إذ نظرةٌ واحدةٌ منكَ

هي عندي قصيدةٌ

واخترعْ لي كلماتٍ جديدةً

قبل فواتِ الأوانِ

 

أراكَ تتقدّم ببطءٍ دون حرقِ المراحلِ

منزلقًا بخطًى وئيدةٍ

والحالُ أنّ الحياةَ تُفلتُ من بينِ أيدينا

وأنّنا بتهاونِنا في الحبِّ

نخنقُ الكلامَ الذي في صدورِنا

والحال أنّه أجملُ علبةٍ للمجوهراتِ.

اُصرخْ بأعلى صوتِكَ

حين يتدفّقُ قلبُكَ حُبًّا

زعزعِ الأفكارَ المسكوتَ عنها

أمّا أنا سواءٌ كنتُ مشدودةً إليكَ

بقيدٍ معدنيٍّ أو بحبلٍ

فلا أريدُ الفرارَ من شفتيْكَ ولا من يدي~كَ

ولك أن تَعُدَّني قُربانًا وروحًا ومصيرًا

 

ما ألطفَ  حبَّكَ لي

حين تهدّئني بكلمةٍ من كلماتكَ

ثمّ تُرْدِفها بأخرى  تُلهبُ ناري

وحين يغمرُكَ الولهُ

ويندفعُ بك جموحُكَ

وتقولُ لي إنّك من جزيرةٍ بِكْر

صحيحٌ أنّي في رِفقتِكَ

أمحو الماضيَ كلّهُ

و أنّي أعي لأوّلِ مرّةٍ

أنّي أحبُّكَ

وأنّنا ككلِّ عاشقينَ يَفْجَؤُهما

أو لا يَفْجَؤُهما طلوعُ النّهارِ

وهما يصطليانِ بحُمّى العناقِ

سنعيدُ اختراعَ الحبَّ

 

نفَسٌ عارضٌ واحدٌ يكفي لإثارةِ عاصفةٍ

أو تعلمُ شيئًا

عن مصيرِ هذه اللّحظةِ التي تجمعُنا؟

لتعلمْ أنّ الحبُّ تنمّيهِ  الكلماتُ الحلوةُ

الكلماتُ التي تحوّلُ العواطفَ إلى جواهرَ

أغرِقْ نظراتِكَ في نظراتي

ولا تغتمَّ إن وجدتَ الكلماتِ

بعد الإفصاح عنها

فاقدةً لأيِّ قيمةٍ

لأنّ الأثرَ الذي

ستتركُه نظراتُكَ في نظراتي

سيبقى حيًّا إلى الأبدِ

 

 

   التّعليق

تثير هذه القصيدة لدى القارئ المطّلع ولو إجمالا على كتابات صاحبتها مشكلة أوليّة يتعيّن عليه حلُّها منذ البداية والاّ تعذّر عليه إحراز أي تقدّم في إدراك مرامي النّصّ .وذلك لأنّ الإستراتيجيا التي تعتمدها الشّاعرة في المعظم الأغلب من قصائدها هي تقمّص شخصيّة مّا ذكرا أو أنثى والتّحدّث بلسانها.وهو ما يجعل الجانب الأكبر من شخصيّة المؤلّفة في  العتمة وإن كان اختيارها للشّخصيّات وللأوضاع التي تقحمها فيها يشي بعض الشّيء بطريقتها في التّفكير ورؤيتها للآخر والكون. في هذه القصيدة لكأنّ المقدمة القصيرة التي صُدِّرت بها ترمي إلى إفادة العكس.وهو أنّ الشّاعرة تتحدّث هنا بلسانها لا بلسان شخص آخر. لنتبنّ هذا الفهم إن شئتم  دون نقاش ولنتأمّل مباشرة محتوى النّصّ.فتلوح لنا القصيدة عندئذ من زاوية النّظر الأغراضيّة قصيدة ذات فرضيّة .وهذه الفرضيّة هي أنّ الحُبَّ لا يجوز إخفاؤه أبدا مهما كانت الضّغوط المسلّطة على المحبّ وأيّا كان مأتاها بل يتعيّن الإفصاحُ عنه في وقت واحد ضمنيّا بالنّظر (امنحْنِي فقط الحبَّ الذي تفيضُ به إحدى نظراتِكَ إذ نظرةٌ واحدةٌ منكَ  هي عندي قصيدةٌ  – أغرِقْ نظراتِكَ في نظراتي)  و تصريحا بالكلام (اُصرخْ بأعلى صوتِكَ حين يتدفّقُ قلبُكَ حُبّا زعزعِ الأفكارَ المسكوتَ عنها  ).ولقد ذهبت صاحبة القصيدة في الإعلاء من قيمة هذه الفكرة إلى حدّ اعتبار الحبّ المعلن عنه بأعلى الصّوت هو الأروع والأقوى والأشدّ زعزعة لكيان المحبّ وهو الذي في غيابه لا أحد يعرف السّعادة، غاية الإنسان الأولى في هذه الدّنيا .وهي فلسفة جديرة بالاحترام في حدّ ذاتها .لكن كم من شخص يقدر على العمل بها ،لا سيّما في المجتمعات التي تحيط الحبّ فيها كثير من الأفكار المسبّقة والمحاذير؟لكنّ الأهمّ عندنا هنا هو أن نعرف إن كانت الشّاعرة تأخذ حقّا بهذه الفكرة أم هي تراوغنا مثلما اعتادت أن تفعل في نصوصها السّابقة .ختاما من النّاحية الفنّيّة قد أسهم الاستعمال المكثّف للمبالغة على امتداد النّصّ في إضفاء كثير من الرّونق عليه.

 

 

Réactions des poètes et des lecteurs  dans les groupes littéraires  à la triste nouvelle de la disparition de la poète monégasqe Jacky Karmanda Maghi

 

ردود فعل الشّعراء والقرّاء في المجموعات الأدبيّة على  الخبر الأليم لوفاة شاعرة إمارة موناكو جاكي كرموندا ماغي

 

Nawel Serbis Une belle plume s’en est allé 😢, repose en paix parmi les étoiles chère Karmanda

نوال سربيس : قلم رشيق رَحَلَ.نامي في سلام بين النّجوم يا كرموندا العزيزة

 

ريام فؤاد آدم

لروحها السّلام والسّكينة والطمأنينة ولأحبّتها وعائلتها الصّبر والسّلوان..

Riyam Foued Adam :Paix, sérénité et tranquillité à  son âme et patience et consolation  à ses amis et sa famille

 

Malika Bensoltane  Merci Mohamed Salah Ben Amor, pour cet hommage à mon amie Karmanda. Dans mon coeur et mes pensées elle vit pour toujours

الشّاعرة الجزائريّة مليكة بن سلطان: شكرا لك محمّد صالح بن عمر على هذا التّكريم لروح صديقتي كرموندا .وهي ستبقى حيّة في قلبي وفكري إلى الأبد

 

Adel Essalah Paix à son âme

عادل الصّالح : سلام لروحها

 

Giuseppina Muller Très grande poétesse effectivement douce et pleine d”amour dans ses poésie une grande femme qui restera dans nos coeurs. Repose en paix et que la paix soit. Mes condoléances à la famille et tous ceux qui ont eux la chance de la côtoyer avec tout mon respect. Giusie 😢

جيوسبّينا مولّر: شاعرة عظيمة  حقّا و لطيفة .في شعرها تطفح حبّا.وهي امرأة عظيمة ستبقى حيّة في قلوبنا.تعازيّ لعائلتها ولكلّ من ابتسم لهم الحظّ للاختلاط بها مع احترامي الكامل .

 

Paul François Carnet Pantiez J’ai appris sa disparition hier, cela m’a bouleversé, j’étais encore en discussion avec Karmanda il n’y a pas si longtemps, il y a quelques semaines encore. Je suis très triste, un grand vide.

الشاعر الفرنسيّ بول فرانسوا كرني بانتيي:علمتُ بوفاتها أمس .فجزعت لذلك  إذ كنت في نقاش  معها منذ وقت قصير لم يتعدّ البضعة أسابيع .إنّي حزين جدّا .فقد تركت فراغا كبيرا

 

Fatima Marghad C’est avec une grande affliction que j’ai appris cette cruelle nouvelle avec sa disparition je perd une grande amie une confidente et une bibliothèque de savoir repose en paix mon amie tu resteras à jamais dans le coeur de ceux qui t’ont aime

فاطمة مرغد :علمتُ بكثير من الأسى  هذا الخبر القاسي .فبرحيلها خسرتُ صديقة حميمة كنت أأتمنها على أسراري ومكتبة زاخرة بالمعرفة .نامي في سلام صديقتي ستبقين إلى الأبد حيّة في قلوب الذين أحبّوك

 

Laura Klemm C’est terrible d’apprendre une disparition… que Dieu l’accueille dans la paix des âmes.

الشّاعرة الإيطالية لورا كلام :إنّه للأمر رهيب أن يعلم الإنسان بخبر وفاة . أحلّها الله في محل سلام الأرواح

 

Khatiba Moundib Paix à son âme

خطيبة مندب : سلام لروحها

 

تهاني فوزي

البقاء لله دكتور …..خالص العزاء والمواساة لك ولأسرة الفقيدة

Tahany Faouizi : Survie à Dieu…Mes sincères condoléances à toi et à la famille de la défunte !

 

Maissa Boutiche Que Dieu entoure la défunte de sa sainte miséricorde et l’accueille dans son vaste paradis.

الشّاعرة الجزائرية المايسة بوطيش : رحم الله الفقيدة رحمة واسعة وأسكنها فراديس الجنان

 

Patricia Laranco Un beau poème et une analyse très fine.

الشّاعرة الموريسية باتريسيا لارنكو : قصيدة رائقة (قصيدة نشرتها للفقيدة) وتحليل رشيق( تقصد تعليقا كتبته على هذه القصيدة)

 

عباس ثائر

رحمها الله..
وشكرًا جزيلًا لوفائك

Le poète irakien Abbes Thaiir : Que Dieu l’entoure de sa sainte miséricorde et merci à toi pour ta fidélité

 

Fatima Maaouia Paix à toi qui a rejoint les étoiles

الشّاعرة التّونسيّة الجزائريّة فطيمة معاوية :سلام عليك  يا أيّتها التي التحقتِ بالنّجوم

 

Sarah Muse Paix à son âme

سارّة موسى : سلام لروحها

 

Emna Saidi Paix a son âme

آمنة السعيدي : سلام لروحها

 

Gaëtan Parisi On regrettera sa verve littéraire, son humour et son amour de la poésie , on n’oubliera jamais !

Que ceux qui le veulent en sa mémoire respectent ce deuil comme proposé par notre maître Mohamed Salah

الشّاعر البلجيكيّ قايتن باريسي : سيأسف القرّاء لفقدان قريحتها الأدبي”ة وروحها المرحة وحبّها للشّعر .ولن ينسوا ذلك أبدا

وعلى الذين يريدون الوفاء لذكراها فلينضبطوا للحِداد كما اقترحه أستاذنا محمّد صالح ( أي مدّة ثلاثة أيّام بدءا من يوم السبت الماضي)

 

Paul François Carnet Pantiez Très belle déclamation sur notre regrettée consoeur, poétesse de l’amour, de la féminisation, aux verbes riches, regrettée en ces jours bien sombres. RIP Karmanda Maghi… Nous te pleurons.

خطبة رائقة جدّا عن أختنا في الشّعر المأسوف عليها شاعرة الحبّ والأنثويّة ذات اللغة السّخيّة ،المأسوف عليها في هذه الأيام الحالكة

يقصد بالخُطبة الكلمة التّعريفيّة التي كتبتُها عن شعرها ومسيرتها الأدبيّة)

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*