رمضان ملء قلوبِنا : شعر: محمّد بن رجب – قليبية – تونس

محمّد بن رجب وزوجته المرحومة نورة

 


قادمٌ رمضانُ إلى بيتي،
قادمٌ بهامتِهِ الفارعةِ
يمناهُ كالعادةِ تضمُّ فرحتي
ويسراهُ منفتحةٌ على الحنينِ
وما درى أنّ حبيبتي
قد اختطفَها الرّحيلُ
وانغرستْ بالقلبِ يا حسرتي فاجعةٌ …..
إطلالتُكَ أيّها الشّهرُ الجميلُ
كانتْ دنياي بها تميدُ …
يا رمضانُ لِمَ لا يحرّكُني اليومَ شيءٌ
لا حضورُكَ ولا العيدُ …
والأغاني عنكَ لا تهزُّني
ولا الأناشيدُ ……

**
هاتفُها نورةُ حبيبتي صامتٌ كالدّهرِ
حزينٌ
ليس به حراكٌ ولا رنينٌ
أسكتهُ الموتُ المكينُ …
لفّهُ السّفرُ الطّويلُ
لا أحدَ منه قدّمَ لك التّهنئةَ …
أمّا هاتفي يا حبيبتي
تغمرُهُ اللّوعةُ
يسكنُهُ الحزنُ الشّديدُ
ويسكتُهُ ذاك الحنينُ

أيّامُهُ طاحنةٌ مناكيدُ…

**
كنتِ يا ودادُ فرحتي الدّائمةَ
أنتِ في كلِّ رمضانَ تصبحينَ زهرتَهُ الفائحةَ
والفرحُ بكِ أكبرْ
تشرقُ الشّمسُ في البيتِ بالنّهارِ
وفي اللّيلِ أنوارُها تسطعُ أكثرْ .

**
يقولونَ يا أعزَّ النّاسِ
أنتِ الزّوجةُ الصّالحةُ
أنتِ في الحياةِ فالحةٌ
أنتِ في البيتِ ناجحةٌ ..
وأقولُ …
أنتِ أنتِ
الصّالحةُ
أنتِ أنتِ
الفالحةُ
أنتِ أنتِ
النّاجحةُ
إنّما أنتِ كلُّ الدّنيا عندي
بل أنتِ كلّي
أنتِ أنتِ أنا
أنتِ نفسي …

**
لا تجزعي يا حبيبتي من وجعي
واطمئنّي
من أجلِكِ
لن يكونَ رمضانُ حزينًا
ومن أجلِكِ
ومن أجلِ من كنتِ دومًا لهمْ
أوقد له الأنوارَ حتّى أراكِ كعادتِكِ الرّائعةِ
لي ولهم تبتسمينَ
أنتِ دومًا تبتسمينَ
في أصعبِ الحالاتِ تبتسمينَ.
يا من كنتِ سيّدةَ قلبي
وأجملَ قدرٍ
أشهدُ بكلِّ الأكوانِ أنّي اليومَ أراكِ
في عيوني أراكِ
في أعماقِ الرّوحِ أراكِ
في عيونِ الأبناءِ أراكِ
في عيونِ الأحفادِ أراكِ
وفي قلبي الجريحِ أراكِ
وفي صوتي المبحوحِ أراكِ
يا أنتِ يا درّتي يا غاليةُ
هل أنا فعلاً أراكِ ؟!

محمّد بن رجب تونس فجر 16 جوان

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*