رأيتُ فيما رأيتُ : شعر: عبد العزيز الحيدر – بغداد – العراق

عبد العزيز الحيدر

 

رأيتَ فيما رأيتُ

بحراً

لم يكنْ ازرقَ أو أخضرَ

***

ممرٌّ من الخوفِ تحيطُهُ جدرانٌ عاليةٌ من الطّينِ

قطيعٌ من الإوزِّ تمتدُّ به المسافاتُ الطّويلةُ

قطيعٌ يقودُهُ حرّاسٌ من الكلابِ المدرّبةِ

***

وأنا

 كان الخوفُ هو كلُّ ملكيّتي

من تلٍّ إلى تلِّ إلى ساحلٍ متعرّجٍ تطاردُني هلوساتٌ

كنتُ قد ضيّعتُ الوجهاتِ..احتمي بفراغاتِ الصّورِ

***

ولذلكَ أيضًا

 الخوفُ

 كان يتصاعدُ من سحاباتٍ سوداءَ

سحاباتٍ بلا مطرٍ

***

وشمٌ على كتفي تعرّيهِ الرّياحُ

بردٌ في شفتيَّ

عتمةُ الخشبةِ تصعدُ إلى ما وراءَ الغروبِ

فيما

الممثّلونَ ملقونَ كالشّوّالاتِ في قعرِ الخانِ

***

الخوفُ

 كانَ

هو الآخرُ نائماً في كراسي المشاهدينَ

***

توقي كان يصعدُ حدَّ أن أكتبَ لك

إنّي هنا

بيدَ أنَّ المسافاتِ كانتْ موغلةً فيما وراءَ الأفقِ

والعطشُ في العظامِ يخزُ الأوردةَ

***

الخوفُ

 هنا أيضا مشغولٌ بترميمِ الجدرانِ المتهالكةِ

***

غائمةٌ لا تقرأُ الرّسائلَ

الفراغاتُ بين كلماتِها يعاسيبُ خضراءُ

ترقصُ من خلفِ زجاجِ العقلِ

***

الصّمتُ

 يتجسّدُ كهلاً بلحيةٍ بيضاءَ طويلةٍ من الكلماتْ

تتلاعبُ بها أوهامُ السّواحلِ

الصّمتُ

 كان شريكًا على منضدةٍ في مقهى الرّصيفِ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*