غثيانٌ : شعر: محمّد بنفارس – طنجة – المغرب

محمّد بنفارس

 

وأنتَ تجدُ نفسَكَ
 في شراكِ الفراغِ
وفظاعةِ اللاّجدوى،
تصوَّبُ نحوَكَ مدافعُ الوقتِ
فتكبّلُكَ حبالُ الضّجرِ.
فلا أتستطيعُ أن تخطوَ خطوةً إلى الأمامِ
ولا أنتَ تستطيعُ أن تخطوَ خطوةً إلى الوراءِ.
تنظرُ إلى لا معنى الأشياءِ
فيزيدُ الدّورانُ
فورةَ الغثيانِ !
وجوهٌ نمّطتْها الحاجةُ،.كائنٌ تقمّصَ ريشَ عصفورٍ
و صارَ يغنّي بلا نغمٍ،
عجوزٌ لبستْ تنّورةَ العقدِ الأوّلِ
ومضتْ تنطُّ في سيركِ الكبارِ.
شابٌّ غضٌّ قفزَ إلى المنبرِ
و صار يفتي في العامّةِ
بما ينبغي و لا ينبغي.

خرّيجُ  غرفٍ مظلمةٍ
وضعوا الكلامَ في فمِهِ
زيّنوا له السّاحاتِ
وأحضروا لهُ  النّاسَ
ناولوه الميكروفونَ
فتهجّى كلامًا مكرورًا
يردّدُهُ التّلفزيونُ
ببلادةٍ مستفزّةٍ
في نشراتِ الصّباحِ و المساءِ
و ما بينهما.
“زعماءُ” كائناتٌ كرتونيّةٌ
يلوكونَ وحيَ” القائد المخلص”
في أكبرِ مؤامرةٍ نُظّمتْ
من القريةِ إلى العاصمةِ.
قاتلٌ بالقانونِ
شيّدوا له مزارًا
 بألوانِ الطّيفِ
وأوردوا في كتب الصغار
أنّه منقذٌٌ من الضياع !
فهل بعد كلِّ هذا غثيانٌ؟

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*