الرّبيعُ القادمُ …قادمٌ: شعر: محمّد بن رجب – قليبية – تونس

محمّد بن رجب

 

في حديقةِ البيتِ

أشجاري التي أحبُّها

لم تعدُ تورقُ…

ولا أنا إليها أتوقُ…

فقدتُ الرّبيعَ

في عمقِ الرّبيعِ وأسرجتُ فرسي ..للسّفرِ

في شرايينِ النّجومِ

الرّحيلُ أبى الرّحيلَ

وانتصرَ جسدي المنهكُ

على جسدي الأثيريِّ

و انهزمَ حبّي المنسلُّ منّي

قطرةً… قطرةً

وانتفضَ جبلُ الجليدِ

صخرةً ..صخرةً

بلا ماءٍ ..

لا يملكُ الخوفُ من الجفافِ

ولا يقدرُ على التّحليقِ

في أفقِ اللهِ ..والارتواءِ

……

الزهورُ ..والياسمينُ والوردُ

غادرتْ رحيقَ الحديقةِ

معلنةً رفضَ الحريقِ

في حديقةِ بيتي ياسمينةٌ بلا سماءٍ

ليس لها أسماءُ

حيثُ ترتبكُ حواسُّ الشّتاءِ

ويستقرُّ  إلهُ الحبِّ

في هاجرةِ القلبِ

ذلكَ الحبّ الذي لم أذقْهُ

لا طعمَ فيه للقبلاتِ ..

لا روائحَ للرّبيعِ في ذكراهُ القادمةِ

أبكيتَني يا جسدي المُسجَّى

تنزفُ منكَ الأصابعُ ولا دماءَ

أنتَ  لا تجيبُ قلبَكَ الآخرَ

لا عقلَ له … يا سخفَهُ ؟!

يا سخفَهُ ؟…

لا عقلَ لكَ!

 توسّعَ خوفُهُ !

وانسحبتْ منهُ كلُّ الدّروبِ

الرّبيعُ بلا ربيعٍ

يصفعُهُ البردُ كلَّ حينٍ

.. ……….

منْ يعرفُ الجحيمَ ..؟!

هل حقًّا لا نارَ توقدُهُ بل هو الفناءُ ؟!

اسمعوا الرّبيعَ يشكو أهلَهُ

يستمرُّ في البكاءِ ..

لم يذقْ قبلةَ حبِّهِ

ولا منه ارتوى …

باطلٌ أنتَ يا ربيعَهمْ

التّاريخُ يسخرُ منهمْ

وأنتَ البهاءُ ..

حديقتُكَ من جديدٍ

واغمدْ خنجرَكَ في احقادهم

وعد الى بيتك

وحدّث أشجارك عن عمرٍ جديدٍ

وانثرْ حبَّ الانتصارِ

وأقسِمْ بالسّوسنِ والنّرجسِ

أنّهم مندثرونَ …

والرّبيعُ القادمُ …قادمٌ

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*