قصيدتان لعباس ثائر – الرّفاعي – ذي قار- العراق

عباس ثائر

 نتانةٌ من التّاريخِ

أعرفُ أنّكِ أطفأتِ للواحدةَ والعشرينَ
بنفخةٍ ٍصغيرةٍ
دون أن تعرفي أنكِ أطفأتِ عمراً كاملاً،
عليكِ إيقادُ عمرٍآخرَ -لا يُشبِهُ هذا- !
كان َبودّي أن احتَفلَ بدخولِك ِ الواحدةَ والعشرينَ
لكنّي ،
أُدركُ جيّداً أن الأوجاعَ َلا يُحتفى بها !
ومن السّيِّءِ
أن يحتفي الإنسانُ بكثرةِ الإخفاقاتِ.
أعرفُ أيضاً.
كلّما أكلتِ سنةً لتستعدّي لأكلِ الأخرى
 ازددتِ خيبة!
أدخلي السّنينَ دون أن تلتفتي إلى الوراء؛
الوراءُ يسردُ نتانةَ الأجدادِ والماضينَ
على أنّها فضيلةٌ!
مثلما تقولُ مصابةٌ بالإيدزِ:
إنّ الزَوجةَ ملكٌ لزوجِها
ولا بُدَّ أن تكونَ واجهةُ الزوجِ بيضاءَ !!
 

حلاقةُ الرّأسِ المقطوعِ

لا أحدَ َيحزن ُلموتي
سوى الشّجرةِ التي تُقطعُ؛
بجريرةِ أنّ التّوابيتَ َمن سلالةِ ِالشّجرِ
أوصيتُ:  
أنِ اخلقْ لي تابوتًا فاخرًا؛
فأحلامُ  الشّعراء لا تتعدّى  أكثرَ من ذلكَ
إلاّ مَن ْكان َمتمرّدًا؛
يطلب ُقبرًا يطابقُ حجمَ الوجعِ
 في قصيدتِهِ.
لا أحدَ يحزنُ إنْ سقطَ رأسي
سوى الحلاّقِ
الذي كان رأسي من رُوّادِهِ

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*