كأنكَ….قد : عبد العزيز الحيدر – بغداد – العراق

عبد العزيز الحيدر

 

كأنكَ تَحَتضنُ الزّوبعةَ

هكذا أنتَ دوماً

حَسبتهُ قطّةً وديعةً أو كلباً أشقرَ

إنّهُ لمْ يكُ رأسًا مطوّحًا به في الانفجارِ

لمْ يكُ بعضَ أحشائي الممزّقةِ

لمْ يكُ غيرَ عثرةٍ في طريقْ

كتاباً مُمَزّقَ الغلافِ

***

هارباً من أزمانِ المصادراتِ

وجهُكَ تلوّحُ لهُ

أحلامُ أصابعي المنغمسةِ في الأحماضِ

***

مثلما تتوجّعُ الحروفُ المحشورةُ في الجرحِ

مثلما روحٌ مفارقةٌ

أذهبُ بكَ إلى أرضٍ أُخرى

كانتْ مُعدّةً منذُ أزمانٍ بعيدةٍ للنفيِ …

كانتْ مهيّأةَ الحجارةِ والسّلالمِ  الطّويلةِ التي لا تنتهي

***

لستُ غيرَ طفلٍ ضيّعَ العَدَّ

وها هو يبكي للمرةِ العاشرةِ تحتَ شمسٍ حارقةٍ

مثلما تحتضنُ الزّوبعةَ …

الكلبَ…

ألكتابَ…

النّسيانَ ….

ستحتضنُ قلقَكَ الزّجاجيَّ

قد ترى من خلالهِ حلماً ملوّناً

حلماً لا بكاءَ فيه

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*