رِحْلَةُ العَدِّ الَّلعِينِ…..: عبد اللّطيف رعري – شاعر مغربيّ مقيم في مونتبوليي بفرنسا

عبد اللّطيف رعري

 

 

خِيامٌ سَقفُها السَّمَاءُ…

مُترَعَةٌ علَى جَبلٍ يَهابُ ذُعْرَ العُيونِ

جَبَلٌ جَليدَيٌّ ِيحنُّ لِصَهيلِ الخُيُولِ

 لفُرْجَةِ الفرَاشَاتِ

 لزَمَنِيّةِ السَّخَاءِ العَربِي

والرَّقْصِ علَى شَهَواتٍ تَهْتَاجُ لَها الألْوَانُ

 يفتَرِشُ عَثَرَةَ الَّليلِ بِمَقاسِ الخُلد ِ

 وَتَحْتَ قَدَمَيهِ يخْتزِلُ أخْبَارَ الأَمَدِ ….

خِيامٌ

 تُجَارِي الأرْضَ بِالمَيَلانِ….

 وتُحَجِّمُ الوَقْفَةَ المُخْتَالَةَ

فِي ُصفُوفِ الأعْيانِ وَسَادَةِ البَلدِ

وَمَنْ غَابَ مِنَ الرّهْبَانِ

 خِيامٌ

  أخَذتْ مِنّا هَوسَ الحُلمِ ..

والإبْقاءَ عَلى العَرَاءِ…

سَلَبتْ شَغَفَ الأمَّهَاتِ لأكْبَادِهَا

 فَكَادَتْ تُنسِينَا لُغْزَ الوَطنِ

 وأنكَرتْ أنّها الدَّاعِيةُ للفَشلِ

 إنَّهَا مَنْ أيقَظَتْ ِللْفتْنةِ رُؤوسَهَا…

 وَعَادَتْ لِلرِّيحِ تَتَرجَّى نَفحًا لِلْهَرَبِ

ولكَ أنْ تُحْصِيَ مِن ثُقُوبهَا مَا تَشاءُ  

بِغمزِ الشُّرُفاتِ…

 وَما مَلكْتَ مِنْ نوْبَاتِ الهَذيَانِ

 لتَجترَّ رِحْلةَ العَدِّ اللَّعِينِ بِمزَاجِ الأنَا

 بِإتْيَانِكَ فَرَاغاً غَاضِبًا مِن صُبحِكَ حتَّى لَا شَيْءَ

خِيامٌ….

كُلمَّا أعَرْنَا ِلْلقَمرِ الَّلحْنَ البَهِيجَ

 بِتْنَا نَعَضُّ أصَابِعَنا

من فرطِ الضُعُفِ والهُزَالِ …

وإنْ تهَامَسْنَا طالُ لَيْلُنَا …

والبَاقِي شِدَادُ الأنَامِ لهُ أعْلمُ ..

حُفَرُ جَحِيمٍ هَاوِية ..

زَنازِنُ بَارِدَةٌ تَألفُهَا الجُردَانُ.

وَقابضَاتُ الأرْوَاحِ تُشدُّ عَلَى الأفْوَاهِ.  

 خِيامٌ…..

فِي رَحْمِهَا تجْرِي أسْوَأُ الذِّكْرَياتِ ..

وتَطفُو فِي فَوَارِهَا الِّنقْمَةُ

 شَرًاً تَكتسِيهِ لِلْعَلنِ عِلْمًا ودِرَايَةً.

 وَتُهْدِيكَ بُؤسَ الَّزمَنِ

 بِعَينٍ غَائِرَةٍ

 وتَتلَوَّى حَيَّةً غَادِرَةً …

إنْ تَدَفَّقَ لُعَابُهَا صَارَتْ قَاتِلَةً…

و إنْ انتحتْ لَا زَاوِيةً فَهِي لَاهِية ……  

 خيامٌ…

ورحلةُ العَدِّ اللّعينِ تَجْترُّ مِزَاجَ الأنَا 

وَما مَلكْتَ مِنْ نوْبَاتِ الهَذيَانِ

بِغَمزِ الشُّرُفَاتِ

وسيأتيكَ

فَرَاغٌ غَاضِبٌ.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*