أنتَ تـُشبهُ مَنْ ؟: شعر: محمّد عمّار شعابنيّة – المتلوّي – تونس

محمّد عمّار شعابنيّة

 

دون شَكٍّ …

أنا الآن في قمّة الصمت

  فاصعدْ إلى قمّتي يا كلامْ

فالصّدى يتثاءبُ تحتي

كما الظّلًّ في الماءِ

والصّوْتُ  مرتحلٌ كالغمامْ

غير أنّي

سأطلقُ معزوفتي

عندما تصرخُ الرّيحً أوْ

عندما يقصفُ الرعدُ

والبرقُ يومضُ مخترقًا ثُقبَ بابي

وبلّوْرَ نافذتي وارتخاءَ الظّلامْ

كيْ أقولَ الذي لم أقلْ بعْدُ

     أو أتهجّى الحروفَ التي

ربّما سوفَ تملأُ بالقمحِ سنبلتي بعدَ يومينِ

أو بعد عامْ

××××××

لا أنا أنت يا صاحبي

إنّما أنتَ قد صرتَ منسجمًا في أنا

حينَ تعْبرُ بوّابةَ القلبِ

أهتفُ في لهفةٍ : قِفْ هنا

أنت نبضي

وفيضي

وومضي

وما لي إذا أظلمُ الوقتَ من روْنقٍ وسنـاءْ

أنتَ نجْلُ الضّياءِ الذي لم يعِرْه الزّمنْ

منذ نيْفٍ وألفِ انتظار

إلى حضنِ هذا الوطنْ

أنتَ تُشبه منْ؟

×××××

ربّما حينَ يخرجُ صوتي

إلى أفُقٍ واسعٍ

مثلما يخرجُ النّملُ يسعى إلى الرّزقِ

رغمَ انحباسِ المطرْ

تحتفي بي

فأعطيكَ من شجرِ الرّوحِ داليةً

ومن الرّوحِ ما تعتصرْ

من زنابقَ برّيةٍ

وزنابقَ يانعةٍ في الحدائقِ

تسكبُ أعطارَها

علّ يرشفُها عابرٌ مُنتظرْ

علّ ما سوفَ يغمرُني منكَ

يبعدُني

عن صراخِ البشَرْ

××××××

كلُّ أغنيةٍ لم تعِرْ شفتي

زقزقاتٍ وهمْسًا ورعشةَ نـايْ

لا يرجّحُها الوزنُ في كفّتي

    لا تباركُ أنغامَها أذنايْ

إنّني مثلُ بحرٍ بلا ضِفّةِ

كيفَ تسلمُ من بلَـَلٍ ضِفّتايْ

شمعَةَ السُّهْدْ تنزفُ في غرفتي

    وأنا لم تُفجّرْ كلامي أنايْ

كي أقولْ:

ها أنا الآنَ أعْبرُ هذا الصّراخْ

وهو يلغي هدوءَ الشّوارعِ

      منتشرًا كالمتاريسِ فيها

ولي خطوَةٌ كلّما داستِ الأرضَ

حنّتْ إليها الفِخاخْ

وتوَجّسَ شرّين منها السبيلْ

شّرَّ سيري بلا وِجهةٍ أو دليلْ

شرَّ صمتي الذي قد يطولْ

فاحتملني لبعضِ من الوقتِ علّي

أهيّئُ أجنحةً للكلامْ

كي أحلّقَ أعلى

ويتبعُني في الهواءِ الحمامْ

 

المتلوي/ تونس في 07 فيفري 2018

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*