قصيدتان جديدتان لريتا الحكيم – اللاّذقية – سورية

ريتا الحكيم

رويدَكَ…

 

رويدَكَ…

أجهضَتني مواويلُ الضياءِ

في قيلولةِ القمرِ

وعلّمتني حُلكةُ الصّدى في قيثارةِ الصّمتِ

أن أُزيحَ غبارَ الطّلعِ عن بتلاتِ الشّمسِ

بريشةِ أرقٍ… تلتقطُهُ أصابعُ الغمامِ

وتُلوّنُ به تأويلاتِ العبثِ

أنا… بغيظِ مشاكسةٍ ألِجُهُ مُجزّأَّةً

فأغدو عرّافةَ الغيبِ المخاتلِ

وأنتَ… بأنفاسِكَ اللاّهثةِ وراءَ حرائقَ أشعلَتْها

احتمالاتُ مُبتدئٍ في سنةٍ أولى حربٍ

تتلو صلاتَكَ الأخيرةَ مرتعداً

كغانيةٍ تقفُ على ناصيةِ القصفِ

تُلملمُ عُشّاقَها على عجلٍ

 

ومِن شَغَفٍ.. أتوارَى

 

النّصُّ الذي لا يتدلّى، قلادةً مِنْ عُنُقِ المجازاتِ

لا ينتمي إلى خانةِ عِشْقي

النّصُّ الذي لا ينضُّ عنهُ ورقةَ التّوتِ ويَتعرّى

أرثيهِ وأدفنُهُ تحتَ وسائدِ اللّيلِ

وفي الهزيعِ الأخيرِ أقيمُ له مأتماً مهيباً

كلانا يدفنُ الآخَرَ في صقيعِ الشّتاءاتِ

أطأُ هوامشَ جُثّتِهِ المُتَفسّخَةِ

في لياليَ الباردةِ

أتعثّرُ ببعضٍ مِنّي والكثيرِ مِنْهُ

يُبعَثُ حيّاً

نهوي معاً في حِبرِ الورقِ

يُخاصِرُني لنرقصَ التّانغو الأخيرَ

يهمسُ لي:

أنتِ جاحدةٌ

أصمتُ

أخطُّ بإصبعِ الشّوقِ عنواناً:

لمْ أعُدْ وحيدةً

ولن أكونَ

يهمسُ لي ثانيةً:

أنتِ عاشقةٌ

أنتفضُ

ومِنْ شَغَفٍ.. أتوارى بينَ السّطورِ

 

 

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*