عنبُ الاشتياقِ: شعر: علي كرامتي – قرطاج الياسمينة – تونس

علي كرامتي

 

أنا ما نسيتُ

و كيف سأنسى؟ 

أما كان بيني و بينكِ يُنسى ؟

أ تنسى اللّحونُ الوترْ؟

أ ينسى السّحابُ المطرْ؟ 

أحبُّكِ أنتِ 

و لا أشتهي في النّساءِ سواكِ

و لا امرأة في الوجودِ عَداكِ 

بوسعِ يديها  احتواءُ جنونٍ 

و ثورةِ حبّي و خفقةِ قلبي .

و حين يداهمني فيضانُ الحنينِ 

ألوذُ بحبِّكِ أنتِ 

أحبُّكِ أنتِ

و لا أشتهي في النّساءِ سواكِ

و أيُّ محاولةٍ للتّراجعِ عن نسبي لهواكِ انتحارٌ 

فحبُّكِ مطلعُ عمري 

و مغربُ كلِّ حبٍّ سواه 

هواك نهاري 

و بُعدُكِ عنّي رحيلُ الـمنى في مدارِ الضّياعِ  

و نافذةٌ من جنونٍ 

تطلُّ على غثيانِ الدّوارِ 

وأيُّ محاولةٍ للخروجِ على ملكوتِ هواكِ 

مـماتٌ على عتباتِ الزّمانِ الـمُضاعِ 

* * *

هما المقعدانِ 

على حبِّنا شاهدانِ 

وكلُّ الزّوايا بمقهى الغديرِ 

ففي كلِّ ركنٍ لنا ألفُ ذكرى و ذكرى 

و كلُّ الكؤوسِ الّتي قد شربنا 

و لم نشربِ 

تحدّثُ عن لهفةِ الشّفتينِ إلى الشّفتينِ 

إذا التقتا  في اختلاجةِ شوقٍ 

يذيبُ الكلامَ الّذي قد حفظنا 

فندركُ أنّ الجسومَ لغاتٌ 

و أنّ الشّفاهَ  كلامٌ 

و نمضي نسايرُ هسهسةَ النّهرِ..

شاعرةً تتغنّى بشاعرْ  

فكم ذا جلسنا على ضفّةِ الجسرِ..

نُلقي حصى الشّوقِ حينًا 

فيضحكُ ماءُ الغديرِ دوائرْ 

و نُلقي بفورةِ أجسادِنا في مسامِّ الـمياهِ 

و ينصهرُ الجسمُ في الجسمِ ..

في ثورةٍ من عناقْ 

و أسلمُ للنّارِ روحي ..

لأنّيَ أعشقُ فيك احتراقي 

و أهوى اكتوائيَ في فورةِ الجسدينِ 

لأنّي أجدّدُ في حبِّكِ العذبِ ذاتي 

إذا انتصرَ الخمرُ في القبلاتِ 

على عنبِ الاشتياقِ.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*