احتفاليّةُ الموتِ: شعر :ريتا الحكيم : اللاّذقية – سورية

ريتا الحكيم

الموتُ يحتفلُ بِنا، الآنَ وكلَّ أوانٍ…

ينسجُ بأصابعِنا المبتورةِ

حَكايا عنْ شاعرٍ أخفى قصائدَهُ

في عُبوّةٍ ناسفةٍ

البارحة، عبرتُ فوقَ جُثثِ كلماتهِ المحروقةِ

لأنقذَ حبيباتٍ، نَظَمَ لهنّ الشّعرَ

نِكايةً بالحربِ

الشّاعرُ، مُحاربٌ عتيقٌ

يُسَيّجُ قلوبَ المدائنِ بالصّبارِ والعوسَجِ

ويزنّرُ خاصرتَها بأكاليلِ شوقٍ، انتحرَ على ناصيةِ الكلامِ المُباحِ

يطبعُ على جبينِها قبلةَ وداعٍ

ويُحصي شهقاتِها وهي تحتضرُ على عَتَباتِ السّماءِ.

يُدَوّنُها على هوامشِ وحدَتِهِ

أمدّ لهُ يدي مِنْ بينِ أنقاضِها، وأتلو على مَسامعِهِ

ما تيسّرَ مِنْ سيرَتِها الذّاتيةِ:

هُنا، وُلِدْنا

هُناكَ، في الأزرقِ مُتنا

وبينَ هُنا وهناك، ما زالتِ القصائدُ تَبكينا

والقوافي التّائهةُ تَرثينا

لا شيءَ يُرهقُ الشّاعرَ سوى مجازاتِ اللّغةِ ومحاولاتِهِ المُتكرّرةِ في الخروجِ عنْ سياقِ المعنى

كأن يغتالَ ما نسَجَهُ خيالُهُ، بتُهمةِ الخِيانةِ العُظمى

أو أنْ يُغلقَ على نفسِهِ أبوابَ السّطورِ

بحُجّةِ عدَمِ كِفايةِ الأدّلةِ

حينَ همستُ لهُ أنِ اُخرجْ منْ جيبِ النّص مُنتصراً

كمّمَ فمي واقتادَني إلى حيثُ هو مُنزوٍ

ليُعيدَ صِياغةَ الكونِ على مقاسِ القصيدةِ

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*