رحلتي إلى إيطاليا 2017 (11): ألبارتو مورافيا الرّوائيُّ المجهولُ في مسقطِ رأسِهِ

ألبارتو مورافيا

1 نهج لانقوتيفاري ، حيّ فتّوريا .في المبتى الأوّل على اليسار وتحديدا في الطّابق الخامس منه توجد شقّة ألبارتو مورافيا

 

 

من الأهداف الرّئيسة التي حدّدتها من تحوّلي إلى  مدينة روما زيارةُ بيت الرّوائيّ والقصّاص الكبير ألبارتو مورافيا Alberto Moravia  (1907 – 1990 )الذي تتألّف مدوّنته الإبداعيّة من 28 رواية و24 مجموعة قصصيّة و5 مسرحيّات.

لكنْ كان ذهولي شديدا حين وجدت أن لا أحد من موظّفي الفندق الذي نزلتُ فيه قد سمع به.وادهي من ذلك أنّ دليلتين إيطاليّتين تتعاملان مع الفندق من المفترض أنّهما تعرفان كلّ ركن من أركان المدينة قد نصحتاني بالبحث عن عنوان بيت مورافيا في الشّابكة ( الأنترنات).فأدركت  حينها جيّدا أنّ السّياحة في روما تتركّز على الآثار القديمة والمواقع الدّينيّة وأنّ الفنّ والأدب المعاصرين لا يهمّان إلاّ جمهورا محلّيّا لا أستطيع تقدير حجمه.

ولقد تفضّلتْ موظّفة بالاستقبال ذات ملامح آسويّة بالبحث لي في الشّابكة عن عنوان بيت ألبارتو مورافيا .فعثرت عليه .وسجلته لي في ورقة .وهو التّالي :

1 نهج لانقوتيفاري ، حيّ فتّوريا .

وللوصول إليه يتعين ركوب المترو A حتّى محطّة “لوبانتو”Lepanto  ثمّ امتطاء الحافلة رقم 301 والنّزول منها قي محطّة فتّورياVittoria .

ما إن وصلت إلى المكان المقصود بخد رحلة استغرقت أكثر من ساعة ونصف حتّى لاحظت هنا أيضا  أن لا أحد  سمع بألبارتو مارافيا ،فضلا عن معرفة  مكان بيته.وأغرب من ذلك أنّي وجدت في هذا النهج  شاحنتين كبيرتين تحويان معدّات سينمائيّة وفي داخلهما  أشخاص يقومون بأعمال تقنيّة  لكن لا أحد منهم  يعرف الرّوائيّ ولا بيته والحال أنّ أربع عشرة رواية من رواياته قد حُوِّلتْ إلى أفلام .ومن حسن حظّي أنّ شابّا إيطاليّا كان ينتظر الحافلة عنّتْ له فكرةُ دخول العمارة التي تحمل الرقم 1 وإلقاء نظرة على لوحة الاتّصال الدّاخليّ  فيها  فوجد اسم الكاتب ورقم شقّته والطّابق الذي توجد فيه وهو الطّابق الخامس.

فاندفعتُ أصعد الطّابق تلو الآخر مسرورا بهذا الاكتشاف ، على الرّغم من علوّها  وضيقها  مفضّلا السّير على قدميّ لأنّ المصعد الكهربائيّ بدا لي قديما ،رثّا ولم أكن مستعدّا للوقوع في مأزق غير متوقّع .

لكن ما إن وصلت إلى شقّة الكاتب  -وهي شقّة عادية  لا لافتة عليها –حتّى كانت خيبتي شديدة  ، إذ لم يردّ أحد على الجرس .واضطررت بعد بضع دقائق إلى العودة من حيث أتيت.وهو ما يدلّ  حقّا على أنّ روما هي عاصمة التّراث أوّلا و آخرا  وأنّ الأدب المعاصر فيها يحتلّ ،في ما يبدو ، درجة دنيا .ولتتأكّدوا من صحّة هذا ما عليكم إلاّ أن تنظروا إلى أسماء المدن والقرى الأصليّة للكتّاب الإيطاليّين الذين حصلوا على جائزة نوبل :

جيوزي كردوسي  ( فاليكستالو – طوسكانيا ) – قرازيا دلادا (سردانيا) – لويقي بيرندالو (صقلية ) – سلفتور كازيمودو (نابواي ) – أوجينيو مونتال(جنوة ) – داريو فو (لومبردية ).

وما في هذا غرابة .فلكلّ  مدينة  أو قرية خصوصيّاتها.لكن الغريب هو أن روائيا كبيرا مثل ألبارتو مورافيا مجهول في مسقط رأسه .

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*