رحلتي إلى إيطاليا 2017 ( 7): فلورانسُ مدينةُ الفنِّ والأدبِ والعلومِ : محمّد صالح بن عمر

في ساحة الأسياد بفلورانس

تحت تمثال دانتي في إحدى ساحات فلورانس

أمام متحف ليوناردو دا فينشس بفلورانس

 

إنّ فلورانس ،  مثل البندقيّة ،مدينة سياحيّة في المقام الأوّل.لكنّ وجودَها على اليابسة ووجود نهر  الأرنو الذي يخترقها قد مكّناها من أن تكون لها أيضا فلاحة مزدهرة .

ويفسّرُ إقبالُ السّيّاح المنقطع النظير عليها من كلّ أنحاء العالم لا محالة  بمنظرها الخلاّب النّاشئ عن ذلك النّهر الطّويل الذي يشقّها إلى نصفين وتتوالى فوقه سلسلة من الجسور الواسعة  لكنّ العنصر الأقوى جاذبيّة فيها هو ثرائها الثّقافيّ الذي لا نظير له في إيطاليا كلّها.ولهذا السّبب يكفيها فخرا أنّها أنجبت العمالقة الثّلاثة : دانتي أليقيري(1225 – 1321 ) وليوناردو دا فينشي (1452 -1519) وميكال أنجلو(1457 – 1564) ووفرّت الحضن الحنون  للمبدع العلميّ غاليلو(المولود سنة 1564بمدينة بيزا- والمتوفى سنة 1642بفلورانس ) .

في الرواق الفسيح المسمّى “رواق الدّواوين” عُرضت تحفٌ فنّيّة لأغلب عباقرة الرّسم والنّحت في العالم ،لاسيّما أشهر منحوتات ميكال أنجلو .وعلى طول الممشى الذي يمتدّ أمام هذا الرّواق جلس عدّة رسّامين أمام حاملات لوحاتهم منهمكين في عملهم .وعلى بعد قرابة العشرين ميلا من هذا المكان يفضي الممشى إلى ساحة فسيحة الأرجاء تغصّ  على نحو دائم بالزوّار  من كلّ الجنسيّات تسمّى ساحة “الأسياد” وتحيط بها تماثيل ضخمة في غاية الرّوعة من اللّون اليونانيّ الرومانيّ الذي ازدهر في عصر النّهضة الأوروبيّة .

ومن أروع الأماكن التي يحسن  زيارتها في هذه المدينة متاحف دانتي ودا فينشي وغاليلو التي تحدّثنا عنها في بعض مقالاتنا السّابقة .أمّا ميكال أنجلو فعلى الرّغم من عدم تخصي ص متحف له فإنّ جلّ منحوتاته معروضة في رواق الدّواوين.لكنّي توصّلت ،مع ذلك، إلى العثور على الشّقّة التي قضّى فيها طفولته .وهي ، في ما يبدو، مهجورة .

وفي هذا السّياق بالذّات يلفت الزّائر منذ حلوله بمدينة فلورانس التّنشيط الثّقافيّ المكثّف الذي يجري فيها .فهنا فرق من الرّاقصين والرّاقصات يرتدون الملابس التّقليديّة يجوبون الشّوارع الرئيسة ومعهم عازفون ومغنّون ،محاولين في كلّ خطوة جرّ المارّة إلى الرقص معهم .وهناك رسّامون انتصبوا على أرصفة الشّوارع يرسمون أشخاصا وقفوا أو جلسوا قبالتهم .

وخلافا لما رأيته في روما فشوارع فلورانس في غاية النّظافة وسلوك أههلها نهاية في التّحضّرإلى حدّ أن تمنيت لو أتيحت لي فرصة الإقامة فيها فترة أطول .فمن يدري ؟ ففكرة العودة إلى هذه المدينة بدأت  تختمر  في ذهني.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*