فصلٌ مِنِ مُذكّراتِ الحرْبِ، لمْ يُكْتَبْ بعدُ:ريتا الحكيم – اللاّذقيّة – سورية

ريتا الحكيم

 

سأنجبُ وطناً أسمرَ الّلونِ 
يُشبهُ أبي بعينيْهِ الواسعتيْنِ 
وشَعرهِ المُجَعّدِ
رُغمَ أنّني بلغتُ سِنّ اليأسِ إلّا أنّني ما زلتُ 
أحتفظُ بنطفةٍ في أحشائي
أبتِ الرّحيلَ 
وانغرزتْ في جدارِ رحمي العجوزِ 
بانتظارِ ولادةٍ متأخرةٍ
سأسمّيهِ سلامًا
لنْ ينتميَ إلى أيّ حزبٍ سياسيٍّ أو مُنظمةٍ إرهابيّةٍ
لنْ يطلبَ لجوءاً إنسانيّاً أو سياسيّاً
ففي الحروبِ تنقرضُ الأسماءُ
وتضيعُ الوجوهُ
لكنْ ماذا لو أنجبتُ بنتاً تشبهُ أمّي بكلّ تفاصيلِها؟
سيكونُ اسمُها حُرّيةً
ستعشَقُ الأرضَ وتكتبُ قصائدَ
لجنودٍ أحرارٍ 
يغزلونَ منْ خيوطِ الشّمسِ أثواباً لأمّهاتهِم
ستُغرمُ بمُحارِبٍ رمى بندقيّتَهُ 
لأنّهُ يُحبّ اللهَ
ربّما سأحظى بتوأمٍ بعدَ تلكَ الثّوراتِ 
البارِدَةِ التي أصابَها العقمُ
وأختمُ الفصلَ المذكورَ أعلاه بكلمتينِ: 
              سلامٍ وحرّيّةٍ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*