وطنُ الغرباءِ : شعر : سالم محسن – البصرة – العراق

سالم محسن

 

 

 قبابُ المَلَحِ في الأسباخِ

تَحتَ أشعةِ الشّمسِ بانتِظارِ الجفافْ

 

سَأُحْدِّثُكَمْ عَنْ الأَشْجَارِ

سَأُحْدِّثُكَمْ عَنْ هجرتي

    

 هيَ فُرْصَةٌ للعَوْدةِ إِلَيَّ

 

يا شَجَرَ الزَّيتونِ 

لا تتنقلْ بَيْنَ الغَابَاتْ

     

أَنتَ أَخِي

وصَديقي

وَحْدَكَ تَمْشِي بِي

 

وهمٌ هذه الحدودُ

وطنُ الغرباءِ حقيقةٌ

 

 قصيدتي غَريبةٌ

لَسْتُ مربّعاً في دائرةٍ

لَسْتُ الكوخَ  في مدينةِ الأسلاكِ

   

ألفُ عامٍ مِن الصُّداعِ  

 

صَوْتي غدرَ بِي

 

أنا كائنٌ ..

وُلِدَ تَحْتَ ظِلّْ سعفةٍ

 فأَخَذَني النَهَرُ إلى البِحارِ

    

رائِحةُ الموتِ

قادَتني إلى المَرَاكِبِ

    

 “رابعةُ العدويّةُ”

عَبَرَتْ إليّ لحظةً

    

بَعيداً عن جَسَدي

روحي أقربُ إليكِ

 

أَدْورُ حَولَ مدينتي مِنْ مَكانٍ بعيدٍ

         

الحُبُّ مغارةُ الصيادِ وكهفُ اللّغةِ

 الحُبُّ أحجارٌ وصخورٌ ورمالٌ ناعمةٌ

         

صَارَ بَيْني وبَيْنك

أنهارٌ وسماءٌ

         

يَمْتَدِحُني الياسمينُ في الصّباحِ ،وفي المساءِ تُهَدْهَدُني أُغْنِيَةٌ

    

يَرْتَعِدُ الهَوَاءُ في حَيّزِ النَفَخاتِ

         

مِحْرابُ العاشِقِ بلا جُدْرانٍ 

               

القَوسُ المشدودةُ

تتعامدُ مع سَّهْمِهِا المَكْسُورِ

         

 خَارَتْ قوايَ

فهَرَبتُ إلى كُلّي دونَ سِوايَ

         

نهرُ اللهِ لا يجفُّ

لَولا تِلكَ الأَيَادِي

                    

طائرٌ دونَ جناحينِ لا يَصلُ

كلانا  استثناءٌ .. نحلّقُ متى ما نُرِيدُ ..

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*