والشّعرُ مناكفةُ القلبِ: شعر : خلود شرف – المجيمر -السّويداء – سورية

خلود شرف

والشّعرُ

مناكفةُ القلبِ حين يغفو الطنّانُ،

ويصحو بعدَهُ

من غافَلِ الدّهشةِ –

حبٌّ وخزتْهُ الذّاكرةُ من مرقدٍ.

والحبُّ

حفيفُ الرّوحِ

على سكرةٍ تناولتْ صحوتَها

عندَ أولِّ الشّجنِ.

والشّجنُ

عصيرُ فاكهةٍ تَخمَّرَ

وأثملَ النّفسَ

ففاضَ منها النّايُ.

والعمرُ

أوّلُهُ آخرُهُ

يتهادى بنغمٍ هجرَهُ الفمُ.

والغمامُ روحٌ تكاثفتْ بكاءً

أظناها شقاءُ المسافةِ

وما اهتدتْ.

والشّعرُ

مسرَّةُ الرّوحِ

يداويها باليمينِ

ويحفرُ باليسارِ

مَعْبرًاً إلى نهرٍ

حضن يؤنس القصل.

ترتّلُ الأصواتُ الحصى

بأن صيري ناعمةً

كنّا أضفنا إلى الحياةِ رشّةَ ملحٍ

ليعرفَ الماءُ نُكهتَهُ

والجداولُ ذاكرةٌ عطشى

صوتٌ أجعدُ

يتبعُهُ سحابٌ

صارَ بدايةً غامقةً

نسينا اسميْنا!

عَرَفَنَا الدّحنونَ

صارَ أحمرَ بندبةٍ سوداءَ

انشقَّ الجبلُ

الجبلُ الماءُ

صارَ الطّينُ أمواتَ أرواحٍ

تحومُ

ولا تطاوعُ الأصابعَ

كلّما تصدّعَ النّهرُ

انشقّتْ نبتةٌ

أو ضوءٌ شحيحٌ.

عشبتي الضّارّةُ

لم ألمسْ منكِ السّوءَ

الحياةُ تخلعُ حذاءَها

كلّما استراحتْ

على ضفّةِ نهرٍ وردةٌ أو مثلُكِ عشبةٌ

فعلامَ السّوءُ؟

الحياةُ تتّسعُ لكلِّ الوجوهِ

حتّى جهنّمُ كريمةٌ بشجرِ الزّقومِ

 وبنارِها.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*