فزّاعةٌ : شعر : خلود شرف – المجيمر – السّويداء – سورية

العالَمُ لسانُهُ ميّتٌ، ويقدحُ بحجرِ عينيْهِ النّارَ

خلود شرف

 

ذَرُونا المواعيدَ

هدايةً للنّجومِ وتعاويذَ

بقايا شعَرٍ من أمشاطِ العجائزِ

مفاتيحَ عذارى

وخرافاتٍ معجونةً بالتّينِ

كيف لنا أن ندوسَ على

خمسينَ عمرًا من العشقِ

بقناديلَ فضّيّةٍ

وبقايا عطورٍ

بعد نهارٍ من الحبِّ،

كيف لنا أن نجبرَ الخطايا

على وجهِ البشريّةِ

ونبوحَ ببراعمَ ننتظرُها

على ضفّةِ نهرٍ يتهجّى الكلامَ

على مهلٍ

كيف لنا أن نسوقَ الأغنامَ

إلى أنجمٍ قلّدتْها الغيومُ

على لسانِ الرّيحِ،

كيف لنا أن نعفوَ عن الذّبائحِ

أمامَ الجوعِ

ونحزَّ أصابعَنا

بحجارةٍ استنطقتْ دماءَنا

سؤالٌ يسيلُ من فزّاعاتِنا

كثيفٌ هذا اللّيلُ

بخيوطٍ رعبِنا

مسفوكٌ بالظّلامِ

هي الرّوح سكرانةٌ

لغسلِها بخرافةِ الأوّلينَ

شجرٌ يتنفّسُ جسدًا من طينٍ

ومنازلُ

ترسمُ بالنّبتِ غيابَ الزوّارِ

كأنّ النأيَ هو الذي خلقَنا بجذرٍ من حنينٍ

كأنّما خَلَقَنا بلحظةٍ

تشدو العودةَ إلى مشيمةٍ

تنحتُ ملامحَنا على عجلٍ

كأنّما خَلَقَنا هرباً من حربٍ

تعليق واحد

  1. نص عميق وجميل

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*