الفنّانةُ التّشكيليّةُ نسيبة العيّادي العروسي في معرضها بقاعة علي القرماسي بالعاصمة :ثمّة نهرٌ من الألوانِ يمنحُ الأنثى دلالَها و مجالاتِ فعلِها المنشودِ… عرض : شمس الدّين العوني- تونس

%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%8a%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d8%a8%d9%82%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%b9%d9%84

224a85b71aec1cde8a4b37bf555619f8_tunisll

%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%b9%d8%b1-%d8%b4%d9%85%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d9%86%d9%8a

شمس الدّين العوني

المرأة ..هذا الكائن الممتلئ بالمعاني و اللّغة المفعمة بالفعل و الجمال و كلّ ما به يصعد الإنسان إلى العالي من القيم و الأفكار ،نحتا للذّات و تأصيلا للكيان..ثمّة نهر من الألوان يمنح الأنثى دلالها و مجالات فعلها المنشود .فهي بالرّجل و الفكرة عنوان باذخ من المجد و الرّجل بها مساحة أخرى سانحة للتّحليق عاليا و بعيدا في أكوان التّوق و الشّوق و النّجاح الذي به تسعد البشريّة..و من هنا فالأنثى مجموعة عوالم للابتكار و إنشاء الملاحم.

إنّها تجسّد  الحنين الكامن في الإنسان  إلى ما هو خير عميم .لذلك فهي طريق الخصب و النّماء و حلم الجميل..
أنتِ / أيتّها الذّاهبةُ إلى النّسيانِ / العائدةُ من النّسيانِ/ مزّقني الحبُّ و الخجلُ / و صرتُ كشهقةِ الأزرقٍ / في سرابِ اللّغاتِ/حسنًا / أنا دافئٌ كليالي الشّتاءٍ …/ أراوحٌ بين معنى و معنى…
من هنا بزغت فكرة المجد الأنثويّ و لمعت معاني الألق..هكذا رأت الفنّانة الطّفلة شيئا من لغة الألوان تجاه عوالم الأنثى ..في هذا التّمجيد العالي للمرأة بمناسبة اليوم العالميّ ضدّ العنف المسلّط على المرأة و تناغما مع الحملات الدّاعمة لحقوقها ..  كان معرض الفنّانة التّشكيليّة نسيبة العيّادي العروسي الذي يتنزّل في هذا الإطار الذي ذكرنا و في الوقت نفسه ضمن سلسلة معارضها الجماعيّة و الفرديّة..

لقد افتتح هذا  المعرض مؤخّرا  برواق الفنون علي القرماسي بشارع شارل ديغول بالعاصمة بعنوان ” المرأة إكسير الحياة ” ..و سيتواصل إلى يوم 24 ديسمبر الجاري.وقد  حضر حفلَ افتتاحه عددٌ من الفنّانين و المهتمّين بالمعارض و نشطاء الفنون التّشكيليّة.

أمّا في ما يخصّ محتواه فقد اشتمل على 25 لوحة  منها  لوحات بعناوين “عائشة ” و ” رقّة ” و ” نساء المدينة ” و ” الشّقراء ” و ” التّحدّي ” و ” المرأة وردة ” و ” العروس ” و ” النّسيج” و ” العودة ” و ” استراحة” وغيرها  …وفيها أخذتنا الرّسامة إلى عوالم زاخرة بحضور المرأة فرسمتها  في حالات متعدّدة  كما هي في الحياة ، ساعية إلى إبراز جمالها دون تحريف أو تصرّف ،محتفية في كلّ ذلك بجمال الأنثى  كما هي في الطّبيعة و في المجتمع وبها من حيث هي  كائن  يوجب الكثير من الاحترام و  التّقدير فكرًا و سلوكًا و حلما و عطاء و عملا  ، كما عملت على تصوير ما توحي به في أوضاعها المختلفة من دلالات اجتماعية و ذهنيّة و نفسيّة.. ومن أبعاد إنسانية كونية .لذلك حرصت على استدعائها من  قارّات مختلفة فتحاذت في معرضها  المرأة الإفريقية والمرأة  الأوروبية،  متوّغلة في عالمها الخصوصيّ الزّاخر  بالعطور والبهجة و السّرور والحبّ  بعيدا عن الوجه المرعب الذي أضحى عليه العالم اليوم  والذي صار كمتحف مهجور  مليء خرابا .
يا حدائقَ اللّيلِ الزاخرةَ بالنّعاسِ /  مصقولةٌ هذه العذوبةُ عندكِ / و أنتِ تزرعينَ أعمدةَ البوحِ في مُدُنٍ / عشّاقُها شتاتٌ..
تقول الفنّانة نسيبة العروسي في معرضها “…أقمت معرضي هذا إيمانا منّي بقدرات المرأة و سعيا  إلى ترسيخ قيمتها لما تقوم به من أعمال في جميع المجالات و تنويها بالجهود الجَبّارة التي ما انفكّت تبذلها ،واعتزازا بصدور مجلّة الأحوال الشّخصيّة منذ ستّين سنة و مواصلة لتظاهرة “تونس بنسائها لا أحد ينساها” التي شاركتُ فيها  باعتباري فنّانةً تشكيليّةً … أحبكّنّ جميعا…”.
إذن..هذا معرض  ينطوي على تلوينات شتّى من عوالم المرأة…الحياة….ينضاف  إلى  مسيرة الفنّانة التشكيلية نسيبة التي تتواصل تجربتها بلا كلل، مدفوعة  كعادتها بهاجس التّجديد والابتكار و الإضافة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*