مازال في وجعي وعدٌ: شعر: حسن العاصي- شاعر فلسطينيّ مقيم في الدّانمرك

unavngivet

حسن العاصي

images

 

قبلَ ارتدادِ الموجةِ الأولى
رحلَ في عبقِ الجسورِ
تركَ حطبَ الموتِ
وديعةً للعتمةِ الأخيرةِ
عبَرَ غريباً رحمَ الرّيحِ
وغابَ في خدرِ المدى
انتظرتْهُ
مثلَ عشبٍ يخشى الصّقيعَ
خلفَ تلكَ التّلالِ
 
نحوَ الشّمسِ البعيدةِ
وعلى بُعدِ هوّةٍ
من طيفِ المسافةِ
لمحتْهُ صوبَ ضفّةِ الضّوءِ
نادتْهُ
حضرَ من الشّجرِ
ومدَّ لها ما بقيَ
 
من استكانةِ الغابةِ
قالَ:” قد أغلقَ الصّنوبرُ نوافذَهُ
رأيتُ الجبالَ تسيرُ
فوقَ ظهورِ المنكسرينَ
سألته عن زورق الحكايات
وعن عصافيرِ الغرباءِ”.
قالتْ:” هنا بحرٌ كثيرٌ
والقبورُ بلا سواقٍٍ
ينسابُ منها الخيلُ”.
قال:” مازال في وجعي وعدٌ
وفي خطايَ سفرٌ
أوراقُ التّرابِ ما زالت تشهقُ
والوجوهُ العابرةُ لم تغفُ”.
أجهشتْ بالبكاءِ:
“من أينَ لصوتِكَ
هذا الرّحيلُ المنكسرُ
يقطفُ لونَ عيني
خذْ إيماني وسادةً للطّريقِ”.
سجدَ في طلّةِ الأسماءِ
وعلى بعدِ لوعةٍ ورمادٍ
فاضَ الرّملُ على الصّلاةِ
بكتْ أكثرَ
قبلَ أن ينشطرَ المطرُ
وتجذبَهُ أنفاسُ الماءِ
نحو سنديانةِ أمِّهِ
رسمتْ وهي تهذي
ورقاً أخضرَ يشبهُهُ
كثيراً يشبهُهُ

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*